في فترة ما بين الحربين العالميتين، و بالضبط في سنة 1930، دشّن باشا الدارالبيضاء حينها، الفقيد محمد المُقري، ورش بناء محكمة مدنية بحي الحبوس، بتصميم من قبل خيرة المهندسين بتلك الحقبة، الفرنسي أوغست كادي Auguste Cadet. إبان الحرب العالمية الثانية، استخلصت السلطات الفرنسية، جميع مواد البناء من إسمنت و مواد معدنية، من مستعمراتها، نظرا لاحتياجات جيشها خلال الحرب. نتيجة لذلك، تم إتمام عملية البناء بالطريقة المغربية التقليدية، رغم أنها بُنيت في القرن العشرين، و بالتالي، أضحى الطابع المغربي الأصيل، ظاهرا على البناية.
تشبه المحكمة رياضا ضخما، تبلغ مساحته ستة آلاف مترٍ مربع، يتوسطها فناء شاسع، و بجانبه فنائين كبيرين، بأرضيات من خشب الأرز، و أسقف بقرمود أخضر، و جدران عالية بزخرفات و فسيفساء راقيين. كما تتضمن حوالي ستين غرفة، لكونها مكان إقامة الباشا، و منزلا للضيوف، كما كانت تحتضن مختلف المناسبات الدينية و الوطنية. كانت هذه المعلمة التاريخية بالأصل، محكمة إسلامية، أما اليوم فقد أمست مفتوحة في وجه العموم، و قبلة لزوار الدارالبيضاء من مختلف بقاع العالم، الراغبين في التعرف على تاريخ المدينة و المملكة.