تستضيف مدينة طنجة، في الفترة ما بين 13 و17 مارس الجاري، «أيام طنجة للهندسة المعمارية»، التي من المنتظر أن يناقش خلالها مهندسون ومختصون في التعمير من عدة دول الأبعاد الإنسانية والمستديمة للتخطيط العمراني. ويتضمن برنامج اللقاء، الذي ينظمه المجلس الجهوي لهيئة المهندسين المعماريين بطنجة، سلسلة من الندوات واللقاءات حول الهندسة المعمارية والتعمير، يؤطرها خبراء مغاربة وأجانب لمناقشة مختلف جوانب سياسة المدينة. ويتضمن برنامج اللقاء على الخصوص ندوة حول «الأغورا، رؤية المهندسين للمدينة»، وهي فكرة تنظيم أرضية لتبادل الأفكار والآراء حول مختلف الرؤى لشكل تنظيم المدن عبر اقتراحات صريحة على ضوء عرض شريط وثائقي للمجلس الجهوي للمهندسين المعماريين كمنطلق للنقاش. كما يرتقب عقد لقاء بين المهندسين المعماريين الشباب لمناقشة مستقبل المهندسين الواعدين والإشكاليات المرتبطة بأفاق الهندسة المعمارية المعاصرة وتحديات المدن. وسيعقد اتحاد المهندسين المعماريين الأفارقة سلسلة اجتماعات بهذه المناسبة، من بينها اجتماع لجنة الرؤية والإستراتيجية لإفريقيا ولجنة التكوين المستمر بإفريقيا. كما سيعقد الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، على هامش هذه التظاهرة، الاجتماع السنوي للجنته العملية المهنية، وهي اللجنة التي أنجزت دراسات حول ممارسة مهنة المهندس المعماري وخلصت إلى إصدار اتفاقيات الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، التي تعتبر مرجعا للخطوط العريضة لممارسة المهنة عبر العالم. ويعتبر الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، الذي تأسس سنة 1948، مؤسسة غير حكومية دولية تضم اتحادات وجمعيات المهندسين ل130 بلدا عبر العالم، ويمثل أزيد من مليون و 300 ألف مهندس معماري، ويهدف إلى تحسين الممارسات ومعايير جودة الهندسة المعمارية لضمان الاستجابة للرهانات الحالية والمستقبلية. أسوار المدينة العتيقة ومعالمها تمتد الاسوار المعمارية لمدينة العتيقة ومعالمها على طول 2200م، مسيجة بذلك الأحياء الخمسة للمدينة العتيقة: القصبة، دار البارود، جنان قبطان، واد أهردان، وأيت إيدر. بنيت أسوار المدينة على عدة مرا حل، والتي من المحتمل جدا أنها بنيت فوق أسوار المدينة الرومانية «تينجيس». تؤرخ الأسوار الحالية بالفترة البرتغالية (1471-1661م)، إلا أنها عرفت عدة أشغال الترميم وإعادة البناء والتحصين خلال الفترة الإنجليزية (1661-1684)، ثم فترة السلا طين العاويين الذين أضافوا عدة تحصينات في القرن 18م، حيث دعموا الأسوار بمجموعة من الأبراج: برج النعام - برج عامر - برج دار الدباغ وبرج السلام. كما فتحوا بها 13 بابا منها: باب القصبة - باب مرشان- باب حاحا - باب البحر- باب العسة - باب الراحة وباب المرسى. قصبة غيلان: تقع على الضفة اليمنى لوادي الحلق, على الطريق المؤدية إلى مالاباطا شرق المدينة العتيقة. تم بناؤها حوالي 1664م، ويرتبط اسمها باسم الخدير غيلان قائد حركة الجهاد الإسلامي ضد الاستعمار الإنجليزي الذي احتل مدينة طنجة ما بين 1662م و 1684م. تتوفر القلعة على جهاز دفاعي محكم، عبارة عن سورين رباعيا الأضلاع محصنين ببرجين نصف دائريين وبارزين، تتوسطهما باب عمرانية ضخمة. قصر القصبة أو دار المخزن: تحتل هذه البناية موقعا استراتيجيا في الجهة الشرقية من القصبة، من المرجح جدا أنه استعمل خلال فترات أخرى من التاريخ القديم. بني قصر القصبة أو قصر السلطان مولاي إسماعيل في القرن XVIII م، من طرف الباشا علي أحمد الريفي، على أنقاض القلعة الإنجليزية «uper castel». وهو يحتوي على مجموعة من المرافق الأساسية: الدار الكبيرة، بيت المال، الجامع، المشور، السجون، دار الماعز والرياض. في سنة 1938م تحولت البناية إلى متحف إثنوغرافي وأركيولوجي لطنجة ومنطقتها. الجامع الكبير: على مقربة من سوق الداخل يتواجد الجامع الكبير. تم تحويله إلى كنيسة خلال فترة الاستعمار البرتغالي، بعد استرجاعه في سنة 1684م عرف عدة أعمال ترميم وتوسيع خلال الفترة العلوية. تتميز هذه المعلمة ببهائها وغنى زخارفها، حيث استعملت فيها كل فنون الزخرفة من فسيفساء وزليج وصباغة ونقش ونحت وكتابة على الخشب والجبس. يحتوي الجامع الكبير على بيت للصلاة مكون من ثلاثة أروقة متوازية مع حائط القبلة وصحن محاط من كل جانب برواقين. وبذالك فهو يعتبر نموذجا للمساجد العلوية المعروفة ببساطة هندستها. جامع الجديدة : يعرف كذلك باسم جامع عيساوة وأحيانا بمسجد النخيل، يقع أمام الزاوية العيساوية على زنقة الشرفاء.. يتميز المسجد بمنارته ذات الزخارف الفسيفسائية. جامع القصبة: يوجد بزنقة بن عبو. بني في القرن XVIII م من طرف الباشا علي أحمد الريفي، ويعتبر من ملحقات قصر القصبة أو ما يسمى بدار المخزن. السفارة الأمريكة: تعتبر هذه البناية أول مؤسسة أصبحت في ملكية الولاياتالمتحدة خارج أمريكا بعد أن أهداها لها السلطان مولاي سليمان الأول سنة 1821م. فبعد أن استعملت كسفارة أمريكة بالمغرب لمدة 135 سنة تم إخلاؤها لفترة حتى حدود سنة 1976م حيث أصبحت متحفا للفن المعاصر. تحتوي البناية على فناء وسط يذكر بنموذج العمارة الإسبانية الموريسكية، تحيط به مجموعة من القاعات المخصصة لعرض مجموعة من اللوحات الفنية التي أنجزت في المغرب خلا ل القرنين XVIII و XIXم. كما يوجد بها خزانة عامة للكتب الإنجليزية وخزانة متخصصة في تاريخ المغرب العربي وقاعات أخرى للدراسة والبحث، بالإضافة إلى أنها تعتبر فضاء مناسبا لاحتضان مجموعة من الأنشطة الثقافية والموسيقية بالمدينة. الكنيسة الإسبانية: بعد أن قضت البناية فترة في ملكية أسرتين يهوديتين خلال القرن XVIII م اشتراها السلطان محمد بن عبد الله حوالي 1760م، تم إهداؤها للحكومة السويدية لتؤسس بها أول قنصلية لها سنة 1788م. وفي 1871م استغلها الحاكم الإسباني ليجعل منها إقامة للبعثة الكاثوليكية، فبنى بها كنيسة كبيرة سماها «لابوريشيما» على السيدة مريم أم المسيح. لكن منذ حوالي ثلاثين سنة، ولأنه لم يعد يتردد المسيحيون على الكنيسة بكثرة، أصبحت المؤسسة تعنى بأنشطة اجتماعية مختلفة. أما حاليا فلم يبق من البناية سوى الجزء العلوي من السلم الرئيسي. أحدث هذا المتحف سنة 1990 ويبلغ الجناح المخصص للعرض الدائم 276 متر مربع موزعة على بهو وخمس قاعات إضافة إلى حديقة مصممة على الطراز الهندسي البريطاني. تعتبر بناية المتحف إحدى المعالم العمرانية الفريدة بطنجة حيث شيدت سنة 1898 على الطراز الهندسي البريطاني لتستجيب لمتطلبات البروتوكول على اعتبار أن المبنى كان مقرا للقنصل العام البريطاني بالمغرب. فكان لزاما أن يجمع بين المتانة ورونق وجمالية التصميم والهندسة، وتبلغ مساحة العرض حوالي 270م على علو قدره 5 أمتار سقفها من الخشب المغلف بسقف مستعار من الجبص المنقوش مكسوة ببلاط من الخشب الأخضر. يضم المتحف مجموعة مهمة من أعمال التشكيليين المغاربة ويعطي بانوراما عن الحركة التشكيلية المعاصرة بالمغرب ويساير الأشواط التي قطعتها بدءا بأعمال رواد الجيل الأول الذين عبروا الطريق أمام ظهور فن تشكيلي مغربي فأعمال مرحلة الخمسينات التي تقاسمها اتجاهان، أولهما تمثله «مدرسة الفنون الجميلة بتطوان « والثاني تمثله» مدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء»، ثم مرحلة الستينات التي أعلنت عن ولادة جيل جديد أحدث القطيعة مع مخلفات الفترة الاستعمارية، كما يضم المتحف أشكال ذات نزعة فطرية لفناني مرحلة السبعينات.