"عندما عاد أبي من فرنسا، ليستقر بشكل نهائي في المغرب، أحضر معه مجموعة من كاميرات الفيديو وآلات التصوير، كان يمارس التصوير كهواية فقط، كنت صغيرة جدا آنذاك، بالمقابل كنت أتحين فرصة خروجه إلى العمل، فأخرج الكاميرات وألعب بها كأنني التقط بها الصور، كنت أقلده رغم أني لا أعرف كيف تشتغل، وأعيدها بسرعة كي لا يفتضح أمري". بهذا البوح تعيد ليلى عجماوي، تركيب ذكرياتها مع التصوير، وهي التي استطاعت أن تنتزع من عاصمة بريطانيا، جائزة أحسن مصورة فوتوغراف لسنة 2021. ولدت ليلى - التي ورثت شغفها بالتصوير من والدها - بمدينة خنيفرة، تابعت بها دراستها من الابتدائي إلى الثانوي، بعد البكالوريا؛ حصلت على دبلوم تقني التدبير والتسيير المعلوماتي، "كنت دائما أتمنى تعلم التصوير، لكني لم أكن أملك آلة التصوير، إلى أن اشترى لي أبي جهاز "طابليت"، الذي كنت أستعمل كاميرته في التقاط الصور، ثم أدخل عليها بعض التعديلات". تعرضت ليلى، لحادث بقي راسخا في ذاكرتها، تتذكره بكثير من الحزن والمرارة في الآن، تحكي أن يوم توفي والدها، وفي لحظات انشغالها بالعزاء، سُرق منها "طابليت"، تقول: "كانت آخر هدية من أبي رحمه الله وأقربها إلى قلبي". كان لموت والدها أثر كبير على نفسيتها، عمق رغبتها في التواري عن الأنظار، انزوت سنتين، قبل أن تقرر العودة لممارسة هوايتها، "خرجت من الظلام الذي كنت أعيش داخله، بسبب فقدان سندي وظهري". بالموازاة مع التكوين الذاتي في تعلم تقنيات التصوير، قررت ليلى عجماوي اكمال دراستها، حصلت على دبلوم إدارة الأعمال من الأكاديمية الأمريكية الدولية للتعليم العالي والتدريب، الكائنة بالرباط. بعدها التحقت بالمعهد العربي للتصوير الفوتوغرافي، حيث كان ينظم ورشات متتالية لمحاور مختلفة في التصوير وتنظيم معارض، قبل أن تشارك بمعرض في دولة مصر، أقيم على متن باخرة بالنيل في القاهرة، "شاركت بصورتي الشهيرة "الأمازيغية" التي لقيت إعجابا كبيرا من الزوار والإعلام، كان هدف المعرض بيع الصور لمساعدة جمعية للأطفال الصم البكم".
تلقت ليلى تكريما من الأكاديمية الألمانية ميونيخ اند بيكين، ومنحوها شهادة الدكتوراه الفنية الشرفية، ثم تكريما بشهادة آرت أمستردام من هولندا، وشهادة فنية من الصين. "بعدها شاركت بمعرض بالمكسيك وفنزويلا والولايات المتحدةالأمريكية". تصنف ليلى فنها، ضمن فن "التصوير المفاهيمي"، هذه السنة، حازت الميدالية الذهبية من عاصمة بريطانيالندن، ووسمت بأول فنانة عربية تفوز بجائزة "أحسن مصورة فوتوغرافية لسنة 2021". عن هذا التتويج تقول ليلى: "حاولت أن ابتكر صورة تكون مختلفة ومتميزة، وفي نفس الوقت؛ أوجه رسالة من خلالها، من هنا جاءت فكرة "قدم الخريف"، لتكون الصورة الفائزة كأفضل عمل إبداعي، اختارته لجنة تحكيم عالمية مختصة".