عاد موضوع تلوث مياه واد الردوم بسبب مخلفات معاصر الزيتون بمدينة سيدي قاسم إلى الواجهة من جديد، حيث سجّلت فعاليات مدنية وبيئية الأضرار الخطيرة لهذه المخلفات على الأحياء المائية وتأثيراتها السلبية على الأراضي الفلاحية التي تعتمد على مياه الوادي أساساً في عملية السقي. خطورة الوضع، دفعت مجموعة من الجمعيات المحلية والوطنية، إلى إطلاق عريضة إلكترونية من أجل لفت الانتباه إلى هذا المشكل البيئي، والدعوة إلى تطبيق القوانين والاجراءات الجاري بها العمل في حق المخالفين وتحريك الملفات القضائية في وجه مهدّدي المنظومات الايكولوجية الهشة. في هذا السياق، لفت الفاعل البيئي محمد بنعبو إلى بروز مجموعة من المشاكل البيئية جراء التخلص العشوائي من مادة المرجان في الوسط الطبيعي، بالنظر لارتفاع عدد وحدات معاصر الزيتون في المنطقة، مما يساهم في تلويث الفرشة المائية ومجاري المياه والسدود، ويؤدي إلى القضاء على بعض الكائنات الحية خاصة الأسماك والطحالب نتيجة تدهور جودة المياه. وأوضح بنعبو أن واد الردوم الذي يعدّ من الروافد المهمة لنهر سبو، من بين الفضاءات الأكثر تأثّراً بالتلوث، حيث يجاور مجموعة من الوحدات الصناعية، خاصة معاصر الزيتون التي تصرف مخلفاتها في الوادي مشيراً إلى أن هذه المواد السامة، تتسبب في مشاكل بيئية كثيرة حيث تلونت مياه الوادي بالسواد وأصبحت تكسوها رغوة بيضاء بسبب نفايات المعامل التي تطرح في الوادي دون معالجة. اقرا أيضاً: زراعة البطيخ والحرائق.. فاعلون بيئيون يسلطون الضوء على المخاطر التي تهدد واحات درعة جانب آخر يهدد الحوض المائي لواد الردوم يتعلق بالتلوث الصناعي، حسب الخبير البيئي، ذلك أنه (الحوض المائي) يتميّز بنشاط صناعي ودينامي كبير بشكل تتدهور معه جودة المياه والتربة، موضحاً أن هذه الوضعية البيئية الكارثية لها تأثيرات سلبية على صحة الساكنة أمام الروائح الكريهة المنبعثة، بالإضافة إلى تأثيراتها على الأراضي الفلاحية التي تصبح غير صالحة للزراعة، وحتى على قطاع تربية المواشي، مضيفاً أنّ "الخطير في الأمر هو احتمال تسرب هذه المادة السامة الى الفرشة المائية مما سيهدد سلامة وصحة الساكنة مستقبلا". لتجاوز هذا الوضع البيئي الكارثي، دعت الفعاليات الموقعة على العريضة المذكورة إلى حث معاصر الزيتون الكائنة خارج إقليمسيدي قاسم على عدم التخلص من مادة المرجان في الوديان والطبقات الجوفية حفاظا على الفرشة المائية واستدامة التنوع البيولوجي والمنظومات الايكولوجية الهشة. كما دعت بالانخراط الإيجابي لأصحاب المعاصر في المجهودات المبذولة لحماية البيئة وذلك بتفادي التخلص العشوائي من مخلفات عملية عصر الزيتون بالمجاري المائية وأصحاب المعاصر إلى حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية من جهة، وتأهيل قطاع إنتاج زيت الزيتون الذي يعتبر قطاعا واعدا من أجل تنمية شاملة ومستدامة. وطالبت في نفس السياق بتكثيف الحملات التحسيسية والقيام بحملات مراقبة من طرف شرطة المياه لضبط المخالفين طبقا لقانون الماء 15-36 من أجل إبراز أضرار مخلفات معاصر الزيتون على الموارد المائية، واقتراح تدابير عملية للتخلص السليم من مادة المرجان منها تجهيز المعاصر بأحواض غير نافذة لتبخر مادة المرجان ولتجفيف قشور وبقايا الزيتون. وشددت على أهمية دعم كل المبادرات الرامية لمعالجة مخلفات المعاصر عن طريق تمويل محطات معالجة مياه المنشآت الصناعية لحماية المنظومات الايكولوجية والمحافظة على التنوع البيولوجي لواد الردم.