شهد واد تانسيفت، بجماعة المعاشات إقليمآسفي، نفوق أعداد كبيرة من الأسماك، بسبب طرح مادة "المرجان" في الوادي من طرف معاصر الزيتون المتواجدة في المنطقة. وأوضح مصدر من المنطقة أن هذه الكارثة البيئية بدأت علامتها الأولى أزيد من 10 أيام دون تدخل المسؤولين، مرجحا سبب النفوق إلى "النفايات الناتجة عن معاصر الزيتون، إضافة إلى وضع حاجز يمنع مياه الواد من الوصول إلى البحر من طرف "مافيا" سرقة الرمال". وزاد ذات المصدر، أن معاصر الزيتون، التي توسعت في الآونة الآخيرة بشكل كبير في المنطقة، "تعمد إلى التخلص من نفاياتها في وادي تنسيفت". كما أن "الحاجز الموضوع قبل سنوات لمنع صب الوادي في البحر من أجل سرقة الرمال، يحول دون فرار الأسماك إلى البحر في حالة تلوث المياه". وأضاف أن المسؤولين المحليين "يغضون الطرف عن هذا المشكل البيئي بالرغم من مرور أزيد من أسبوع"، مناشدا الجمعيات المهنية والمعنية بحقوق الحيوانات والبيئية إلى التدخل من أجل وقف هذه الكارثة البيئية. وفي سياق مشابه، حذرت وكالة الحوض المائي لأم الربيع، معاصر الزيتون من التخلص من مادة المرجان في السدود والوديان والطبقات الأرضية وذلك حفاظا على البيئة. الوكالة، طالبت في بلاغ اطلعت "العمق" على نسخة منه، أصحاب المعاصر بالانخراط في المجهودات المبذولة لحماية البيئة وذلك بتفادي التخلص العشوائي من مخلفات عملية عصر الزيتون بالمجاري المائية وفي الطبقات المائية الجوفية، داعية إلى حماية البيئة والحفاظ على هذه الموارد من جهة، وتأهيل قطاع إنتاج زيت الزيتون الذي يعتبر قطاعا واعدا من أجل تنمية شاملة ومستدامة. وأوضحت الوكالة، أنها ستقوم بحملات تحسيسية مع السلطات المحلية والجهات المعنية وكذا بحملات مراقبة من طرف شرطة المياه لضبط المخالفين طبقا لقانون الماء 15-36. وأشار البلاغ، إلى أن الوكالة واظبت كل سنة تزامنا مع موسم جني وعصر الزيتون، على تنظيم حملات تحسيسية بتنسيق مع مجموعة من المتدخلين من أجل إبراز أضرار مخلفات معاصر الزيتون على الموارد المائية واقتراح تدابير عملية للتخلص السليم منها، أهمها تجهيز المعاصر بأحواض (غير نافذة) لتبخر مادة المرجان ولتجفيف قشور وبقايا الزيتون. وأضاف، أن الوكالة تبذل جهودا حثيثة من أجل دعم كل المبادرات الرامية لمعالجة مخلفات المعاصر، إما عن طريق إنجاز الدراسات اللازمة وتقديم الدعم التقني أو عن طريق المساهمة في تمويل بعض محطات المعالجة في إطار اتفاقيات شراكة. وتابع، أنه تنفيذا لإستراتيجيتها الرامية إلى التدبير المندمج والعقلاني والحفاظ على الموارد المائية بالحوض، دأبت على تكثيف جهودها للمحافظة على جودة المياه، والحد من التأثيرات السلبية خاصة تلك المتعلقة بمادة المرجان (الناتجة عن عملية عصر الزيتون) على المجال البيئي بشكل عام وعلى الموارد المائية بشكل خاص. ولفت إلى أنه بالنظر لارتفاع عدد وحدات معاصر الزيتون، في جهة بني ملالخنيفرة التي تعرف نموا هاما لهذا النوع من المزروعات برزت عدة مشاكل بيئية جراء التخلص العشوائي من مادة المرجان في الوسط الطبيعي، وهو الأمر الذي يساهم في تلويث الفرشة المائية ومجاري المياه والسدود الشيء الذي يتسبب في القضاء على بعض الكائنات الحية خاصة الأسماك والطحالب نتيجة تدهور جودة المياه.