كشف رئيس الرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، عن تبني الرابطة منذ أشهر لمشروع يروم تعزيز قدرات الشباب المغربي في مواجهة التطرف العنيف، وذلك عبر برنامج نظري وميداني، من خلال ورشات وأبحاث ودراسات تستهدف أمرين أساسين؛ تمنيع الشباب ضد التطرف وتمكينهم من اكتساب هذه المناعة وتقاسمها مع المستهدفات والمستهدفين الآخرين من هذا المشروع. وفي تفاصيل المشروع الذي دخل محطته الخامسة الأربعاء، بتنظيم لقاء دولي حول "تعزيز قدرات الشباب في مواجهة التطرّف العنيف" قال عبادي إنّه يسعى تقوية الحس النقدي لدى الشباب، مشيراً أن هذا الأخير لا يمكن أن يبنى إلاّ بتوفر خمسة عناصر، وهي الفكر التحليلي المقارن، الذي يفكك الظاهرة إلى عناصر، ثم المقارنة التي ينبغي أن تقوم بعناصر تشكل الوحدة القياسية التي تعني السردية الأصلية للدين، الواضحة لدينا بالمغرب وهي عقد الاشعري وفقه مالك وطريقة الجنيد السالك، بالتالي تصبح عندنا وحدة لمقارنة العناصر المفككة الواردة بها. وفصّل عبادي في خطوات هذه العملية، التي جملها في أربع مصافي؛ المصفاة الأولى صحة النصوص، ثم سلامة أدوات الاستنباط من النصوص، ثم السياق الذي ننزل عليه هذه الفهوم، ثم التشبيكات النفسية والفكرية للقائمين بهذه التنزيلات. موضحاً أنه "إذا لم تكن علي القدرة على مساءلة تملك هذه المصافي والأدوات في مواجهة من يخاطبون بالدين ويقدمون تأويلاتهم الخاصة، أصبح قابلاً للاختراق، لكن تملكي لهذه الأبنية يصبح معه صعباً استقطابي من طرف المتطرفين". العنصر الثالث، يضيف عبادي يرتبط بعنصري الاستنباط والتقرير، أما الرابع وهو في غاية الأهمية، وفق المتحدث ذاته فهو "أن تكون لدي قدرة تملك مشروع يشكل قبلتي وعند تدخل رافد معين أحلّل مدى تماشيه مع أهداف مشروعي، بالتالي النقد المبني على هذه العناصر الخمسة، ينفي الاختراقات." بالنسبة للجانب الثاني المتعلق بالقدرات، يبرز عبادي بأن عنصر يرتبط بالتمثل والتموقع "وهو بعد الاعتقاد وتصور الذات والكون، وهو في غاية الأهمية" بالإضافة إلى الاهتمام الجانب الفكري والآليات والأدوات التي تمكننا من التفكير السليم، ثم الجانب الوجداني الذي يستدعي أن يكون هناك استقرار وتوازن وجداني، ثم البعد الاجتماعي، بمعنى "كيف أتعاطى مع المجتمع بقوانينه وثقافته وعاداته ومؤسساته"، إلى جانب البعدين العولمي والكوني، والذي تتداخل فيه الجوانب المادية والبيئية وترتبط بالمشترك الإنسان العام". من خلال كل هذه الجوانب، يوضّح رئيس رابط العلماء، "تتشكّل لدي معايير تمكنني من أن أتبين سلامة هذا الوافد المقترح أو عكس ذلك، وبالتالي أكتسب مناعة في مواجهة الاختراق وجهاز مفاهيمي واضح وقابل للتقاسم".