استنكر فاعلون مدنيون في مدينة طنجة، الإهمال الذي يطال أرشيفا يعود إلى فترات العهد الدولي لمدينة البوغاز، دون أن يتحرك المنتخبين والمسؤولين عن الثقافة لإنقاذ ذاكرة المدينة والوطن. وأكد مصدر مطلع لموقع القناة الثانية، أن هذا الأرشيف المهمل يتكون من حوالي 3000 آلاف وثيقة، تتضمن ممتلكات طنجة وأصولها، وعقود زواج الأسر في عهد طنجة الدولية وما بعد الاستقلال، إلى جانب جميع البيوعات. وأضاف المصدر، أن هذا الأرشيف المهم جدا، مركون بحجرة بالمقبرة المسيحية بطريق ميعارة، إذ نقل إليها من المحجز البلدي بعدما باعته جماعة طنجة لتسديد ديونها. واعتبر يوسف شبعة، الفاعل الثقافي بمدينة طنجة، أنه "عيب وعار أن يكون أرشيف مدينة طنجة مركون في غرفة بمقبرة ميعارة بطريقة أقل ما يمكن القول عنها إنها جد بدائية". وتابع شبعة، في حديثه لموقع القناة الثانية، أن الأرشيف الطنجي "كان يحب أن يكون بمكتبة خاصة في متناول الباحثين، أو بمكتبة الجماعة على الأقل". ودعا الفاعل الثقافي ابن طنجة، عمدة المدينة منير ليموري، إلى "تخصيص فضاء خاص يليق بهذا الكنز وحفظه من التآكل والضياع وحشرة الأرضة". وشدد صاحب رواية "الشريفة"، على ضرورة أن "يحفظ المستشارون والمنتخبون الذاكرة من الضياع، باعتبار المنتخب قوة اقتراحية قبل كل شيء". كما يرى المتحدث ذاته، أن "عدم حفظ هذا الأرشيف بطريقة علمية، هو في حد ذاته جريمة في حق مدينة تعتبر هي الذاكرة الأم بالنسبة للمغرب، بل وجوده في مقبرة إهانة لمدينة طنجة". واقترح يوسف شبعة، الفاعل الثقافي الطنجي، إلى "التفويض لشركة خاصة للعناية بهذا الأرشيف في الوقت الحالي"، مطالبا "بنقله إلى مؤسسة بوكماخ بدل حشرة في زاوية بمقبرة ميعارة، في انتظار تخصيص فضاء يليق به".