جدل كبير تعرفه طنجة حول وضعية أرشيف المدينة، حيث راجت أخبار، وتحدثت شخصيات ثقافية محلية عن وجوده في وضعية وصفوها بالمزرية وفي ظروف حفظ غير ملائمة، محذرين من ضياعه. وفي هذا الصدد، قال الروائي والإعلامي يوسف شبعة أن طنجة رغم كل الانجازات طنجة الكبرى التي حققتها، لم تستطع خلق فضاء خاص لأرشيفها، وهذا هو أرشيف طنجة (في إشارة لصورة نشرها على صفحته الفايسبوكية) الذي كان موجودا بالمحجز البلدي تم نقله لحجرة بمقبرة ميعارة، بعد بيع الجماعة للمحجز لتسديد ديونها. وأضاف الأديب، نعم يوجد بغرفة بمقبرة ميعارة؛ مشيرا إلى أنه عيب وعار أن يكون أرشيف مدينة طنجة مركونا بهذه الطريقة التي أقل ما يمكن القول عنها أنها جد جد بدائية، وكان يجب أن يكون بمكتبة خاصة في متناول الباحثين أو بمكتبة الجماعة على الأقل. وتمنى شبعة، من عمدة طنجة منير ليموري؛ تخصيص فضاء خاص يتوفر على جميع الشروط العلمية لحفظ هذا الأرشيف، أما بقاؤه بحجرة بالمقبرة المسيحية في غياب أدنى الشروط لحفظه من البرودة والأرضة فإنه العار عينه. من جانبه أصدر مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، بلاغا قال فيه إنه يتابع بقلق شديد الأخبار التي راجت ببعض المنابر الإعلامية المحلية اليوم حول وضعية أرشيف مدينة طنجة، والذي يوجد في وضعية مزرية وفي ظروف حفظ غير ملائمة، مشيرا إلى أن المعلومات المتوفرة لدى المرصد، يوجد الأرشيف بفضاء تابع للمقبرة المسيحية، وذلك بعد نقله من المستودع البلدي في فترة المجلس الجماعي السابق. وأشار المرصد إلى أنه سبق له أن أصدر بيانا بتاريخ فاتح يناير 2017، حول تردي بناية دار النيابة وتعرضها لانهيارات جزئية، إلى جانب تضرر السجلات والأرشيف المتواجد بالبناية، مضيفا أنه وبعد عديد المراسلات للمصالح الولائية وجماعة طنجة ومندوبية وزارة الثقافة، حول ضرورة إنقاذ بناية دار النيابة من الانهيار، وصون الأرشيف الوثائقي المتواجد بها بما يحافظ على الذاكرة التاريخية لطنجة، ويغني ويعزز الرصيد الحضاري للمدينة. وقال بلاغ المرصد إنه وانسجاما و تكاملا مع ما تشهده المدينة من مشاريع نوعية لصيانة تراثها العمراني، ومآثرها التاريخية، فإنه يدعو إلى تحمل المؤسسات كل في اختصاصه، لمسؤولية جرد الأرشيف وتصنيفه ، وإنزاله في المكان الذي يليق به، مبرزا أنه لا يعقل بأي حال من الأحوال، أن يتعرض أرشيف طنجة للإهمال والتبخيس،. ودعا المرصد في نفس الآن إلى إشراك المؤسسة الجامعية ومؤسسة أرشيف المغرب في الانكباب على هذا الأرشيف، وهو ما سيشكل حتما إضافة نوعية للرصيد التاريخي لمدينة طنجة و الوطن. وفي تصريح لموقع "لكم"، قال محمد غيلان الغزواني النائب الأول لعمدة طنجة، أنه وفي المجلس السابق تم اقتراح نقل الأرشيف الى جناح تمت تهيئته لهذا الغرض في "الميعارة"، مؤكدا على أنه الآن في موضع يليق بمقامه، عارضا على المتتبعين وفعاليات المدينة، القيام بزيارة الموقع الأول والحالي حتى تتضح لهم الصورة الحقيقية. وأضاف غيلان موضحا، أن الأمر يتعلق بأرشيف مقاطعة طنجةالمدينة الذي كان موضوعا في (صوباصطا) في حالة مزرية حيث يتعرض لقطرات الماء ونسبة الرطوبة العالية وبالتالي لا يليق لارشيف المدينة ان يكون في تلك الحالة، حيث تم نقله إلى"الميعارة"، في عهد المجلس السابق، داعيا الجميع إلى البحث والسؤال عن المعلومة الحقيقية.