كشف شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن 2 في المائة من التلاميذ في المستوى الابتدائي ينقطعون عن الدراسة، وهو ما يمثل 100 ألف تلميذ سنويا، فيما تصل النسبة إلى 8 في المائة في المستوى الثانوي الإعدادي، أي ما يعادل 156 ألف و500 تلميذ، مؤكّداً أن هذه "الأرقام تبقى مقلقة". وأضاف بنموسى خلال تقديمه لعرض حول الميزانية الفرعية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة برسم سنة 2022 بمجلس النواب أن 55 في المائة من القاصرين المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة يوجدون خارج أسوار المدرسة، مشددا على أن الوزارة "ستعمل خلال السنوات المقبلة على زيادة نسب التمدرس وإيجاد حلول لمشكل الهدر المدرسي". في هذا الموضوع، حاور موقع القناة الثانية الخبير التربوي لحسن مادي، ضمن فقرة "ثلاثة أسئلة"، للحديث عن قراءته لمعضلة الهدر المدرسي في منظومة التعليم الوطنية، والوقوف عند الأسباب المساهمة في استمرارها وحلول مواجهتها. كيف تقرأ الأرقام التي قدّمها المسؤول الحكومي، حول الهدر المدرسي بمنظومة التعليم الوطنية؟ كما أبرز الوزير المسؤول على القطاع، يتبين أن هناك آفة مقلقة تصيب المنظومة التعليمية وهي المتعلقة بالهدر المدرسي التي نجدها ملازمة للنظام التعليمي منذ عقود. ونجد أنه رغم المجهودات الكبيرة المبذولة من طرف الوزارة الوصية على القطاع والدولة إلاّ أنها لم تفلح في وضع حد لهذه الظاهرة، وتبقى أرقامها ونسبها كبيرة، مما يهدد باستفحال نسب الأمية كذلك، وما ينتج عنها من سلوكات وظواهر المجتمعية الخطيرة. من خلال اشتغالك في المجال التربوي ما هي بعض الحلول التي ترى أن من شأنها الحد من الظاهرة؟ من الضروري التفكير في حلول عملية مواجهة هذه المعضلة المستعصية، خصوصاً أن كل التقارير والخلاصات تظهر خطورتها، بدءاً من الميثاق الوطني للتربية والتكوين إلى جانب استراتيجية الوزارة لإصلاح التعليم وصولاً إلى تقرير النموذج التنموي الجديد. بخصوص الحلول، نعلم أن النسب الأكبر للتوقف عن الدراسة، تتم بالقرى والبوادي مقارنة بمدن المركز. بالتالي ينبغي العمل على حلحلة مشاكل التعليم بالعالم القروي والتي تتعلّق أساساً ببعد المؤسسات التعليمية عن مقرات سكنى التلاميذ، إلى جانب تدهور أو غياب بعض الخدمات التعليمية الضرورية في هذه المناطق، سيما فيما يتعلق بالنقل المدرسي والإطعام، إلى جانب بعض البرامج التعليمية والمقررات التي نجد مضامينها بعيدة عن اهتمامات أو حاجيات المتمدرسين الذين يشعرون بعدم الانتماء والنفور من المدرسة، إلى جانب مشاكل مرتبطة بمشاكل تكوين الأطر التعليمية، انطلاقا مما ذكرت، ينبغي التوجه بشكل مباشر نحو إيجاد حلول توقفت عند جملة من مسببات الانقطاع عن الدراسة بالعالم القروي والتي يتعلق معظمها بمشاكل بنيات الاستقبال والنقل المدرسي و، لكن ألا ترى أن هناك عوامل أخرى ثقافية ترتبط بالظاهرة؟ صحيح، هناك مجموعة من التصورات والتمثلات المجتمعية الخاطئة حول المؤسسات التعليمية، حيث ينظر إلى المدارس كطريق للضياع ويقال إنها لا تؤهل المتمدرسين للحياة الواقعية وإكراهاتها وتفرغ نسب كبيرة من المعطّلين. كما أن بعض العادات والتقاليد تحول أمام تمدرس الفتيات أو مغادرتهن للمدرسة بعد المرحلة الابتدائية.. بالتالي ينبغي العمل على معالجة المشكل بشموليته، من خلال تصحيح هذه الاعتقادات الشائعة والخاطئة، وتحسين شروط الدراسة بالمؤسسات التعليمية، من أجل ضمان مدرسة تعيد الثقة للأسر، تصبح فضاء جذاب أمام المتمدرسين.