توصل علماء إلى اكتشاف أدوات يدوية لصنع الملابس في كهف بمدينة تمارة، تعود إلى ما يصل إلى 120 ألف عام، ما يشير إلى أن الإنسان القديم كان يصنع أدوات متخصصة من العظام ويسلخ الحيوانات ثم يستخدم تلك الأدوات لمعالجتها والحصول على الفراء والجلود. وكشف العلماء في دراسة حديثة أجراها باحثون من "معهد الأصول البشرية" في جامعة ولاية أريزونا و"معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري"، ونشرتها دورية "آي ساينس" (iScience)، أن الأدوات، التي عثر عليها في المغارة التي تبعد نحو 250 متراً عن ساحل المحيط الأطلسي بمدينة تمارة، تعد "أقدم دلائل متوفر عليها، لصنع الإنسان البدوي للملابس في السجلات الأثرية." وقالت إيميلي هاليت من "معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ البشرية" في ألمانيا وكبيرة الباحثين في الدراسة، التي نشرت في دورية "آي.ساينس": "نفترض أن الملابس كانت أمراً متمماً لانتشار جنسنا إلى مواطن باردة".
وتوصل الفريق إلى أن الكهف استعمل لسلخ الحيوانات، ليس فقط لاستعمال لحومها، بل لاستغلال جلودها أيضا، كاشفاً أن العظام كانت على شكل أدوات للكشط، ما يعني أنها كانت تستعمل في إزالة الأنسجة الداخلية من الجلد وإزالة فراء الحيوانات، كما عثر في الكهف على بقايا الثعالب الرملية، وابن آوى والقطط البرية وكلها سلخت بطرق لاتزال تستعمل حاليا، وعلى سن حوت استخدم على ما يبدو في تقشير الحجر.
من جهتها، قالت إلينور شيري، عالمة آآثار شاركت في إعداد الدراسة، وهي أيضاً من معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ البشرية، إن "الملابس ابتكار بشري فريد".موضحة أن "الفراء والجلد وغيره من الأشياء العضوية المستخدمة في صنع الملابس شديدة القابلية للتلف مع مرور الزمن، ولم يعثر على أي كساء حقيقي من عصر ما قبل التاريخ في الكهف."
تجدر الإشارة أن من بين أقدم الأدلة التي عُثر عليها إلى الآن على صنع الإنسان العاقل، أو ما يعرف بجنس "هومو سبينس"، ثياب إبر من العظام من سيبيريا تعود إلى ما بين 40 ألفاً و45 ألف عام، ويقدّر الباحثون أن جنسنا البشري بدأ صنع الكساء قبل آلاف السنين من تاريخ صنع الأدوات المكتشفة بالكهف المغربي لكنهم يفتقرون إلى دليل أثري على ذلك.