قبل 7 سنوات، أسّست ابتسام آيت ميريشة جمعية فريدة من نوعها، بعد أن دفعها حبّها الكبير للحيوانات إلى احتضان الضالة والمشردة في شوارع وأزقّة المدينة الحمراء، تقدّم لها الرعاية الطبية وتحرص على حسن مأكلها ومشربها. طموح الشابة المراكشية كبُر، وهاجسها كذلك في إنقاذ القطط والكلاب من قساوة حياة الشارع، خصوصاً التي تعرضت منها لحوادث أو تعاني من جروح وسوء معاملة، بالإضافة إلى الأكبر سنّاً، لتقوم بذلك باكتراء بقعة أرضية، حوّلتها إلى مأوى لقططها وكلابها، التي يتجاوز عددها 250. اليوم، ابتسام بعد سنوات من العمل التطوعي، تكشفُ أنّها مهدّدة بالإفلاس والتشرد رفقة حيواناتها؛ حيث تعاني من أزمة مادية صعبة، بسبب فقدانها لعملها بسبب تداعيات جائحة "كورونا".
في تصريح لموقع القناة الثانية، توضح الشاب المراكشية، "أواجه أزمة مادية صعبة، بسبب كورونا، حيث فقدت عملي وأنا مهدّدة اليوم بالتشرّد في الشارع أنا والحيوانات التي أقوم باحتضانها". تضيف المتحدّثة: " كنتُ أشتغل في 4 وظائف مختلفة من أجل أداء مصاريف وتكاليف إيواء هذه الحيوانات، كما كنت أعتمد على استقبال حيوانات الآخرين في المأوى، بمقابل مادي عندما يسافرون إلى خارج المدينة، لكن بعد أزمة كورونا، فقدتُ كل شيء، وأعيش في وضعية حرجة، مع غياب السياح وانحسار تنقّل المواطنين خلال الفترة الأخيرة".
وتبرز مؤسسة جمعية "الرفق بالحيوان" أنّ مسؤولية كبير تقع على عاتقها حيث ترعى أزيد من 250 قطاً وكلباً، يستهلكون ما قدره بين 1500 و1700 درهم خلال اليوم الواحد، فقط من أجل التغذية دون احتساب مصاريف البيطرة والعناية اليومية والكهرباء والماء، تتدبّر أغلبها من مالها الخاص". وتناشدُ ابتسام، سلطات المدينة ومختلف الفاعلين والمسؤولين من أجل التدخل لمساعدتها على تحمل مصاريف تدبير المأوى سواء من خلال تقديم مساعدات سواء لتغذية الحيوانات أو اكتراء فضاء جديد للانتقال إليه أو التكلّف بمصاريف البيطرة، خصوصاً مع انحسار المساعدات التي كانت تتلقاها من جمعيات خارجية في هذا الجانب. وتلفت المتحدّثة في ختام تصريحها لموقع دوزيم، أن لإيواء الحيوانات الضالة والاعتناء بها أهمية كبرى، حيث تقي من انتشار الأمراض المعدية، والحفاظ على التوازن البيئي لمدينة مراكش.