بعد معاناة طويلة مع المرض، تغادرنا يومه الاثنين أيقونة فن العيطة الحاجة الحمداوية إلى دار البقاء عن سن يناهز 91 سنة، حيث سيوارى جثمان الفقيدة الثرى بمقبرة الشهداء بمدينة الدارالبيضاء. الراحلة ارتبط اسمها بشكل وثيق بفن العيطة منذ ستينيات القرن الماضي، حيث عرفها الجمهور من خلال مجموعة من الأغاني الناجحة، من قبيل "دابا يجي دابا"، "هزو بينا لعلام"، "ماما حياني"، "ها الكاس حلو" وغيرها. "ملامح عصر في الغناء الشعبي انتهت اليوم" هكذا وصفها الفنان المغربي نعمان لحلو، مشيرا إلى أن الراحلة "عاصرت 3 ملوك في تاريخ المغرب، وكانت مناضلة قاومت المستعمر من خلال أغانيها". هذا وأشار الحلو في تصريح لموقع القناة الثانية أن الحاجة الحمداوية "كانت انسانة قبل أن تكون فنانة، رغم امكانياتها المادية البسيطة كانت دائما تمد يد المساعدة للغير وتحرص على إدخال البهجة لقلوب الصغار والكبار". من جهته أكد الفنان المغربي حميد بوشناق، والذي جمعته معها أغنية "ها الكاس حلو" أن الراحلة :"كانت ديفا المغرب، كنت أعبرتها بمثابة أمي"، مضيفا بصوت متأثر : "اليوم نودع أيقونة الفن الشعبي وفن العيطة، ستبقى راسخة في ذاكرة الجميع". وأشار خالد البوعزاوي، عميد فرقة "أولاد البوعزاوي" التي اشتهرت بغنائها لفن العيطة، أن رحيل الحاجة الحمداوية "كان صادما"، مضيفا: "كنت من أشد المعجبين بها، وأول لقاء جمعنا كان بمدينة الكارة، مدينتها الأصل". وأضاف البوعزاوي في تصريح للموقع أن أول ألبوم غنائي جمعه مع الراحلة كان سنة 1994، لتتوالي بعده السهرات والحفلات المشتركة بينهما، مؤكدا على "تعاملها الطيب، وأنها كانت إنسانة مناضلة محبة لوطنها وكريمة جدا، حيث كانت لا تتردد بتقديم المساعدة والدعم للأشخاص الذين يحتاجون إليها". بدورها أكدت الفنانة المغربية لطيفة رأفت على أن الفقيدة كانت تحظى بشعبية كبيرة في الجزائر "سافرت معها إلى الجزائر، وعاينت الحب الكبير الذي يكنه لها الجزائريون، لن أبالغ إذا وصفتها بأم كلثوم المغرب العربي" تضيف رأفت. ووصفت رأفت الفقيدة بأنها كانت "انسانة طيبة جدا وكريمة مع الناس، سباقة لفعل الخير، وهذا والأمر كنت شاهدة عليه بحكم أننا كنا جيران لفترة من الزمن".