بعد مرور أزيد من شهر على انطلاق عملية التلقيح ضد فيروس كورونا بالمغرب، أشادت منظمة الصحة العالمية بالأجواء التي تمر فيها هذه العملية بالمملكة، مؤكدة أن "المغرب من بين الدول العشر الأولى التي أكملت بنجاح تحدي التلقيح ضد كوفيد-19". فما هي العوامل التي ساهمت في نجاح هذه العملية ببلادنا؟ هل يقترب المغرب من تحقيق مناعة جماعية؟ ومتى يمكن أن نتحدث عن فعالية التلقيح؟ الجواب في الحوار التالي ضمن فقرة 3 أسئلة مع مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء البروفيسور مصطفى الناجي: أكدت منظمة الصحة العالمية على أن المغرب من بين الدول العشر الأولى التي أكملت بنجاح تحدي التلقيح ضد كوفيد-19، فما هي العوامل التي ساهمت في نجاح هذه العملية ببلادنا؟ هناك مجموعة من العوامل أبرزها تتمثل في التدابير الاستباقية التي تنهجها المملكة منذ بداية الجائحة، والصرامة التي تم التعامل بها بعد تسجيل أولى الإصابات بفيروس كورونا، حيث تم فرض حظر شامل والحد من التنقل، واليوم هذه التدابير تعطي أكلها. إلى جانب تأمين المغرب لحصته من لقاحات كورونا بشكل استباقي، ثم هناك كذلك عوامل طبيعية، تتمثل في تراجع حدة انتشار الفيروس. يحب المحافظة على هذه المكتسبات خلال الأشهر المقبلة من أجل التغلب على الجائحة، وهنا نؤكد على ضرورة انخراط المواطنين والتزامهم بأخذ الحيطة والحذر حتى بعد أخذ اللقاح. إلى حدود اليوم، المغرب يعتمد على لقاحين أساسيين، هما سينوفارم وأسترازينيكا، هل سيتم الاستعانة بلقاحات أخرى في المستقبل؟ الاستعانة بلقاحات أخرى أمر ضروري حتى يستطيع المغرب تأمين جميع حاجياته من اللقاح وتحقيق مناعة جماعية. اليوم يحتاج المغرب ما يقارب 56 مليون جرعة من اللقاح، ولا يمكن أن نعول على شركة واحدة لتأمين هذه الكمية، بالتالي من الضروري أن نستعين بلقاحات أخرى كاللقاح الروسي سبوتنيك ولقاحات شركات أخرى. هل يقترب المغرب من تحقيق المناعة الجماعية ومتى يمكن أن نتحدث عن فعالية اللقاح؟ المناعة الجماعية ستتحقق عندما سيتم تلقيح ما بين 70و80 في المائة من المواطنين ضد فيروس كورونا، إلى حدود اليوم حققنا نسبة 13 في المائة، وإذا ما رفعنا من وثيرة عدد الملقحين فإنه من المرتقب أن تتحقق المناعة الجماعية منتصف شهر ماي المقبل.