وافقت اللجنة العلمية الاستشارية الخاصة بفيروس كورونا، على اعتماد المغرب لقاحي "سبوتنيك V" الروسي، "وجونسون أند جونسون" الأمريكي الذي يستعمل في حقنة واحدة فقط عوض حقنتين. وتصل فعالية اللقاح الروسي الذي يجري التطعيم به على جرعتين إلى 91.6% حسب نتائج الاختبارات السريرية التي أكدتها مجلة "لانسيت" الطبية المحترمة أوائل فبراير، مع الحماية بنسبة 100% من خطر الإصابة بحالات خطرة من العدوى.
في هذا الإطار قال محمد جمال البوزيدي الطبيب المختص في الأمراض الصدرية وأمراض المناعة بالرباط في تصريح ل"الأيام24″، ان المغرب يعد من الدول الأولى ضمن الترتيب العالمي الذي تمكن من تلقيح عدد مهم من مواطنيه ضد فيروس كورونا، حيث تسير عملية التلقيح الوطنية بوتيرة جيدة.
وأوضح البوزيدي في تصريح ل"الأيام24″، أن الملك محمد السادس كان له بعد نظر ثاقب بخصوص توفير اللقاح وعقد اتفاقيات مع دول كبرى متخصصة في إنتاج اللقاح، مبرزا أن المغرب بفضل التوجيهات الملكية، اتخذ مجموعة من التدابير والاحترازات الاستباقية جنبته في أن يسقط في فخ عدم التزويد والصراع على اللقاح كما يقع الآن بين عدة الدول، حيث أن المغرب، يؤكد الطبيب المختص، كان من الدول السباقة التي وعت أن اللقاح سيكون له دور أساسي في الحفاظ على الأرواح والخروج من الإجراءات المشددة وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية في انتظار العودة للحالة الطبيعة خلال ثلاثة اشهر.
وأكد الطبيب المختص في أمراض المناعة، أن هناك إشادة دولية بالخطوات التي اتخذها المغرب، حيث قام بعقد اتفاقية شراكة مع شركة سينوفارم الصينية وشركة وأسترازينيكا أكسفورد البريطانية، إلا أن هناك اقبال كبير عليهما حيث أصبح الطلب يفوق العرض بكثير، فكان ضروريا أن يتم الاتصال بشركاء جدد ومتعددون حتى نتمكن من توفير اللقاحات اللازمة لأن المغرب عزم على تلقيح34 مليون نسمة أي 80 في المائة من ساكنة المجتمع المغربي وبالتالي الوصول لمناعة جماعية.
وأضاف البوزيدي، ان العامل المشترك بين اللقاحات التي اختارها المغرب من أجل تلقيح مواطنيه وآخرهما لقاح سبوتنيك الروسي وجونسون اند جونسون الأمريكي، أنها آمنة جدا وضاربة في التاريخ من حيث التجربة، ويصنعون بالطريقة التقليدية التي تستعمل الفيروس الميت، وإن كان إنتاجها يحتاج وقتا طويلا، لكن هاذين اللقاحين هامين وآمنين ومن شأن هذه الدول أن تزود الدولة المغربية بالجرعات اللازمة من أجل مواكبة واحترام الأجل الذي حددته وزارة الصحة في 12 أسبوعا وتحقيق مناعة جماعية حتى وإن زادت المدة لأسبوعين آخرين بالنظر للعراقيل التي يمكن أن تحدث في عملية التزويد.
وشدد المتحدث، أن عملية التلقيح الوطنية، تتم في اطار محكم وبدون محسوبية او زبونية يتمنى تعميمه في القطاعات الأخرى، مبرزا أن توقعاته بخصوص الانتهاء من عملية التلقيح لتحقيق المناعة الجماعية هي بداية شهر يوليوز حيث ، يضيف اليوزيدي "سنكون قد وصلنا لمستوى المناعة الجماعية ونكون قد لقحنا النسبة الأكبر من الساكنة، خاصة أنه في الفترة الحالية تسير العملية بوتيرة مهمة، حيث نجح المغرب في توفير اللقاحات لمواطنيه واللجان الصحية تتابع العملية عن كثب".