كشف البروفيسور، عزالدين الابراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا بكلية الطب بالرباط، أن الجرعات الأولى من لقاح كورونا لن تكف جميع المغاربة. وأوضح البروفيسور الابراهيمي، في لقاء صحفي على قناة "فرانس 24" الفرنسية، أنه في هذا الإطار، "كان لزاماً، كما هو معمول به في كل استراتيجية للتلقيح الجماعي المكثف، التفكير في أولويات معينة، ومنظمة الصحة العالمية طرحت هذه الأولويات". وأكد الابراهيمي "وكل دولة في استراتيجيتها تعتمد أولويات معينة، في انتظار أن تكون هناك جرعات كافية" مستدركاً "ولو لم تكن هناك جرعات كافية". وكشف المتحدث ذاته، أن من "أهداف التلقيح الجماعي، تحقيق الهدف الوبائي والذي نحاول عبره الوصول إلى 65 في المائة من الأشخاص الذين يتمتعون بنوع من المناعة المكتسبة، وفي حالة فيروس كوفيد 19، هناك خاصية مهمة جدا أن 80 في المائة من الأشخاص لا يطورون الأعراض الحرجة". وأوضح الابراهيمي أنه "إذا تمكنا بفعل الذكاء الجماعي أن ننتقي الأشخاص الذي يطورون الحالات الحرجة ويتم تلقيحهم سنقلص الحالات الحرجة وسنخفف الضغط على أقسام الإنعاش وربما سنمر إلى مرحلة ما بعد "كوفيد". وبخصوص اختيار المغرب للقاح الصيني والبريطاني، أبرز الابراهيمي أن "هناك مجموعة من اللقاحات التي وصلت إلى مرحلة التجارب السريرية، وستصل إلى مرحلة الموافقة المبدئية بنهاية شهر نونبر"، مضيفاً أن "في المغرب هناك اتفاق مع شركة صينية تعمل وفق مقاربة معروفة وكلاسيكية، والثاني مع شركة أسترازينيكا البريطانية الذي يخول للمغرب الحصول على مجموعة من الجرعات تحت تصرف المغاربة قريباً". يذكر أن الملك محمد السادس قد قرر إطلاق عملية مكثفة للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19 في الأسابيع المقبلة بالمغرب، وذلك إثر ترؤسه، الاثنين 9 نونبر 2020 بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لاستراتيجية التلقيح ضد فيروس كوفيد-19، وفق بلاغ للديوان الملكي. أورد أن القرار الملكي يندرج في إطار تتبع الملك، لتطور الجائحة والتدابير المتخذة في إطار مكافحة انتشارها وحماية حياة وصحة المواطنين، وبناء على الرأي الصادر عن اللجنة الوطنية العلمية ذات الصلة، والذي يشير إلى أن حملة التلقيح تشكل ردا حقيقيا من أجل وضع حد للمرحلة الحادة من الجائحة، ووفاء للمقاربة الملكية الاستباقية المعتمدة منذ ظهور هذا الفيروس، أعطى جلالته توجيهاته السامية من أجل إطلاق عملية مكثفة للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19 في الأسابيع المقبلة. هذه العملية الوطنية الواسعة النطاق وغير المسبوقة، تهدف إلى تأمين تغطية للساكنة بلقاح كوسيلة ملائمة للتحصين ضد الفيروس والتحكم في انتشاره. فحسب نتائج الدراسات السريرية المنجزة أو التي توجد قيد الإنجاز، فإن سلامة، وفعالية ومناعة اللقاح قد تم إثباتها. ومن المنتظر أن تغطي هذه العملية المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة، حسب جدول لقاحي في حقنتين. وستعطى الأولوية على الخصوص للعاملين في الخطوط الأمامية، وخاصة العاملين في مجال الصحة، والسلطات العمومية، وقوات الأمن والعاملين بقطاع التربية الوطنية، وكذا الأشخاص المسنين والفئات الهشة للفيروس، وذلك قبل توسيع نطاقها على باقي الساكنة.