تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صورة جلالة الملك محمد السادس وهو يتلقى الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا أمس الخميس، صورة حظيت بإعجاب المغاربة لما حملته من دلالات ورسائل كثيرة. "صورة تلقي جلالة الملك للقاح جاءت في مرحلة تنامت فيها الإشاعات حول نجاعة اللقاح" يوضح المحلل السياسي ادريس لكريني، مضيفا: "بالنظر إلى المصداقية والرمزية التي تحظى بها المؤسسة الملكية لدى المغاربة من شأن هذه الصور أن تعيد الثقة وتخفف من حدة الخوف الذي دب إلى نفوس الكثيرين". وأشار لكريني في تصريح لموقع القناة الثانية أن صورة جلالة الملك وهو يتلقى اللقاح "حملت قدرا من التفاؤل، وتؤكد أنه بفضل التعليمات الملكية والجهود التي تقوم بها الدولة وانخراط المواطن يمكن للمغرب أن يكسب رهان القضاء على الجائحة". وأكد لكريني أن "الصورة تبين كذلك أن جلالة الملك حريص على الأمن الصحي للمغاربة وعلى مواكبة الجائحة، وهو ما أظهرته المؤسسة الملكية منذ بداية الجائحة من خلال القرارات التي تم اتخاذها، قرارات حظر فيها البعد الإنساني والاجتماعي أكثر من الاقتصادي". من جهته أشار الخبير في التواصل السياسي محمد عبد الوهاب العلالي إلى أن "صورة تلقي جلالة الملك للقاح والتي عرفت إنتشارا واسعا في وسائط التواصل الإجتماعي ، تعبر عن تواصل ميداني فعال مباشر قائم على السلوك والأفعال ، يعتمد على أسلوب صامت للتواصل غير اللفظي والقوي من حيث تأثيره الكبير على حث الناس على التفاعل الإيجابي مع جهود الدولة في محاربة الوباء". وأضاف العلالي في تصريح للموقع أن تدخل "ملك البلاد ميدانيا وإعلاميا ، على غرار العديد من قادة دول العالم الكبار ، في ظل سياق أزمة مزدوجة هي أزمة وباء كورونا من جهة ، و من جهة أخرى أزمة "الوباء المعلوماتي" infodemic كما أكدت ذلك منظمة الصحة العالمية، مقاربة فعالة مركبة لمواجهة الوباء وانتشار الأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة واستعادة الثقة في جهود الدولة بإمكانية الخروج من هذه الأزمة ولمحاربة الأخبار الكاذبة و المضللة". وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أشرف أمس الخميس بالقصر الملكي بفاس، على إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19، حيث تلقى جلالته الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكوفيد 19. وطبقا للتعليمات الملكية السامية، ستكون حملة التلقيح مجانية لجميع المواطنين، وذلك لتحقيق المناعة لجميع مكونات الشعب المغربي (30 مليون، على أن يتم تقليح حوالي 80 في المائة من السكان)، تقليص ثم القضاء على حالات الإصابة والوفيات الناتجة عن الوباء، واحتواء تفشي الفيروس، في أفق عودة تدريجية لحياة عادية. وستتم هذه الحملة بطريقة تدريجية، وعلى أشطر، ويستفيد منها جميع المواطنين المغاربة و المقيمين ، الذين تفوق أعمارهم 17 سنة.