يعرف معبر الكركرات خلال الأيام الأخيرة، تطورات ميدانية جديدة، بعد المناورات الاستفزازية لجبهة البوليساريو الانفصالية بالمنطقة، الساعية إلى تغيير الوضع القائم بالمعبر عبر عرقلة، حركة السير المدنية والتجارة المنتظمة. الخبير في العلاقات الدولية، أحمد نور الدين، اعتبر أنّ ما يجري في الكركرات "أمر خطير لأنه خطوة، لإيجاد ما تُسميه البروبكاندا الانفصالية أراضي محررة"، مشيراً الى أنّ الدبلوماسية الجزائرية، تنبّهت إلى "الأهمية الاستراتيجية لهذا الموضوع بعد رفض السويد الاعتراف بالكيان الوهمي سنة 2015، وذلك بسبب عدم توفره على مقومات الدولة كما يُحددها القانون الدولي وعلى رأسها السيادة على الأرض". وأضاف نور الدين، في تصريح لموقع القناة الثانية، أنّ الجزائر، التي تحكمها عقيدة العداء للمغرب، "تريد ضرب العمق الإفريقي للمغرب ومحاصرة التدفقات التجارية للمغرب نحو موريتانيا وغرب إفريقيا عموماً". وأورد الخبير في العلاقات الدولية أنّ "طلب المغرب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "سيدياو"، والإعلان عن أنبوب الغاز مع نيجيريا سنة 2017 منعطفا حاسما في التصعيد المحموم في معبر الكركرات". واعتبر المتحدّث أنّ دفاع المغرب عن سيادته وسلامة أراضيه، "يتطلب تغييراً في منهجية التعاطي مع الملف من دبلوماسية استدراكية تكتفي بردود الأفعال إلى دبلوماسية إستراتيجية"، داعياً إلى الانتقال من منطق تدبير الصراع الذي ساد المراحل السابقة إلى منطق حسم الصراع، سواء فيما يتعلق بالمنورسو أو اللجنة الرابعة ومجلس الأمن أو الاتحاد الإفريقي. اقرا أيضا: الأحزاب الوطنية تستنكر استفزازات جبهة البوليساريو بمعبر الكركرات وبخصوص تطورات الملف داخل الأممالمتحدة، أوضح نورد الدين، أنّ مجلس الأمن "أدخل ملف الصحراء إلى الثلاجة ولا يعتبره من أولوياته، ولا أدلّ على ذلك من عدم تعيين مبعوث جديد إلى الصحراء خلفاً للألماني هورست كوهل منذ قرابة السنتين"، غير أنّ، هذا لا يعني، وفق المتحدث "السماح للجزائر وجبهتها الانفصالية بتغيير الواقع وتدنيس أراضي مغربية سقتها دماء الشهداء، لذلك يجب التحرك لتطهير منطقة الكركرات وكل الشريط العازل قبل أن يتسع الفتق عن الرتق".