يعتبر قطاع السياحة من بين أكثر القطاعات تضررا من جائحة كورونا، خاصة أن هذه الأخيرة تزامنت مع الفترة التي تشهد إقبالا كبيرا على السفر، وهو ما تسبب في توقف أنشطة العاملين في هذا القطاع بسبب إغلاق الحدود ومنع التنقل بين المدن. فما هي حجم الخسائر التي تكبدها قطاع السياحة الوطني من وجهة نظر المهنيين؟ وهل يمكن أن تنتعش السياحة الداخلية وكيف ستكون أسعار الرحلات والخدمات السياحية بعد رفع الحجر الصحي؟ الجواب في الحوار التالي ضمن فقرة "3 أسئلة" مع المرشد السياحي ومنظم الرحلات إبراهيم هناوي. كأحد العاملين في القطاع، كم تقدرون حجم الخسائر التي تسببت فيها جائحة كورونا للسياحة الوطنية؟ بالنسبة للإرشاد السياحي على سبيل المثال وقس على ذلك باقي العاملين في القطاع، فإن الأجرة اليومية للمرشد السياحي تتراوح ما بين 300 درهم و1500 درهم حسب اللغات التي يتقنها، سمعته لدى الوكالات السياحية وغيرها من المعايير، بالتالي توقفه عن العمل منذ شهر مارس الماضي حرمه من مدخول مالي يقدر بأزيد من 3 ملايين سنتيم. الأمر نفسه بالنسبة للعاملين في النقل السياحي، الفنادق والمطاعم، لأن الجائحة تزامنت مع الأشهر التي تعرف فيها بلادنا إقبالا كبيرا على السفر سواء من طرف السياح المغاربة أو الأجانب، وأشير هنا على سبيل المثال، عدد الحجوزات التي توصلت بها الوكالة التي أشتغل لحسابها خلال هذه السنة تجاوز بكثير حجوزات السنة الماضية بنسبة 30 في المائة، غير أن فيروس كورونا تسبب في إلغاء كل شيء. بالتالي فكورونا تسببت في خسائر كبيرة لجميع العاملين في القطاع بدون استثناء وقد تسببت في إفلاس البعض، والمؤسف أن الوزارة الوصية على القطاع لم تعلن إلى حدود اليوم عن أي استراتيجية أو خطة لتدبير الفترة الراهنة، ومرحلة ما بعد الحجر الصحي. هل يمكن التعويل على السياحة الداخلية كبديل للسياحة الأجنبية من أجل انقاذ الموسم السياحي الحالي؟ السياحة الأجنبية لا يمكن تعويضها، وأشير هنا إلى أن قدرة المغرب على التحكم في انتشار فيروس كورونا وانخفاض معدل الوفيات مقابل ارتفاع حالات الشفاء يمكن أن يساعد المغرب في الحفاظ على مكانته كقبلة مفضلة للسياح الأجانب، وتجعلهم يزورون بلدنا من جديد مقارنة بدول أخرى، لكن بالمقابل مشكل المواطنين العالقين خارج الحدود يمكن أن يخلق تخوفا لدى السائح خاصة في حال ظهور موجة ثانية من الفيروس. وفي نفس السياق، أؤكد على أنه لا يمكن التعويل على السياحة الداخلية فقط، خاصة أنه حتى قبل فيروس كورونا كانت هناك العديد من الأسر المغربية التي تفضل قضاء عطلتها خارج المغرب وهذه الفئة من الصعب أن تغير وجهة نظرها، إلى جانب أن العديد من الأسر المغربية تأثرت ماديا خلال الفترة الحالية. ماهي الإجراءات التي يجب اتخاذها لإنعاش قطاع السياحة، وكيف تتوقعون أسعار الرحلات والخدمات السياحة خلال المرحلة المقبلة؟ من وجهة نظري، أول شرط لإنعاش قطاع السياحة الوطني هو أن لا يحاول العاملون في القطاع تعويض خسارة الفترة الحالية في أول شهر بعد رفع الحجر الصحي، وتفادي رفع أسعار الخدمات السياحية سواء بالنسبة للفنادق أو المطاعم وغيرها من القطاعات المرتبطة بعملنا. فترة الحجر الصحي أثرت على الجميع من الناحية النفسية، وأغلب الأشخاص الذين تعاملت معهم في رحلات سابقة ينتظرون فقط رفع الحجر ليسافروا من جديد، بالتالي على العاملين في القطاع السياحي أن يستغلوا الحاجة للسفر بشكل إيجابي وتقديم عروض مناسبة تمكنهم من استئناف أنشطتهم من جديد دون البحث عن الربح السريع. بخصوص الرحلات الدولية، ومن خلال البحث الذي قمت به مؤخرا هناك ارتفاع في أسعار الرحلات في العديد من خطوط الطيران مقارنة بمرحلة ما قبل كورونا.