بمناسبة شهر رمضان الكريم، يعمل موقع القناة الثانية على تخصيص سلسلة من الحلقات التعريفية بأبرز اللاعبين الذين انطلقوا من الدوري المغربي واستطاعوا العبور صوب الدوريات الأوربية. سلسلة يبقى الهدف منها إحياء تاريخ الكرة الوطنية وفي نفس الوقت فتح النقاش حول المشاكل التي أضحى يواجهها اللاعبون المحليون من أجل الالتحاق بالدوريات الأوربية. كان المدرب الحالي لنهضة بركان، طارق السكتيوي، من بين اللاعبين المغاربة الذين نجحوا خلال أواخر سنوات تسعينات القرن الماضي في حجز مقعد ضمن الدوريات الأوربية انطلاقا من البطولة الوطنية. وخولت كأس إفريقيا للشباب التي توج بها المنتخب الوطني سنة 1997 لطارق السكتيوي أن يطرق باب الاحتراف، بعدما أعجب به مسؤولو نادي أوكسير الفرنسي، لينتقل في الموسم الموالي للأخير قادما من فريقه الأم المغرب الفاسي.
وكان السكتيوي يرى في نادي أوكسير فرصة نموذجية للالتحاق بعالم الكبار، سيما وأن الفريق اشتهر بمدرسة تكوينه التي تفرخ عددا من النجوم التي تسطع في الدوريات الأوربية، إلا أن آمال السكتيوي سرعان ما تبخرت. وعانى السكتيوي من لعنة الإصابة طيلة مشواره رفقة أوكسير، إذ أصيب بكسر على مستوى الكاحل في أول حصة تدريبية وأصيب مباشرة بعد عودته على مستوى الركبة، ليجد صعوبات كبيرة من أجل حجز مكانته داخل نادي أوكسير. وسعى السكتيوي بعد ذلك إلى استعادة مستوياته عن طريق خوض تجارب احترافية أخرى، ليحمل قميص نادي ماريتيمو البرتغالي سنة 1999 ونادي نيوشاتل السويسري في نفس الموسم الرياضي، إلا أنه كان عليه انتظار إلى غاية الانتقال إلى الدوري الهولندي سنة 2000 ليكتب انطلاقته الحقيقية في أوربا. ووقع السكتيوي في صفوف نادي فيليم الهولندي سنة 2000، وهو الفريق الذي استطاع أن يحرز رفقة خلال 4 سنوات أزيد من 20 هدفا إلى جانب خوضه قرابة 79 مباراة، ليفتح له ذلك المجال من أجل التوقيع لنادي هولندي أكبر وهو نادي أزد ألكمار الهولندي.
أحد أهداف السكتيوي مع فيليم في الدقيقة 4:30 وبلغ السكتيوي رفقة ألكمار مستوى عاليا من النضج الكروي، حيث قضى معه سنتين مميزتين استطاع خلالها أن يخوض منافسات كأس الكؤوس الأوربية وأن يحتل وصافة الدوري الهولندي، كما أنه تمكن من تسجيل 13 هدفا خلال 68 مباراة لعبها.
ووافق السكتيوي سنة 2006 على عرض توصل به من نادي بورتو البرتغالي، بحكم أن مدربه السابق في ألكمار، كو أندريانس، كان هو المشرف آنذاك على نادي بورتو. لسوء حظ السكتيوي أن أندريانس رحل في أيامه الأولى مع بورتو ليجد صعوبات بعد ذلك في التأقلم مع المدرب الجديد، وهو ما دفع إدارة الفريق البرتغالي لتعيره لمدة ستة أشهر صوب نادي فالفيك الهولندي. وعاد السكتيوي بعد هذه الفترة أكثر قوة لنادي بورتو البرتغالي، ليوقع آنذاك على مستويات مميزة مع الفريق توجها بتسجيل 15 هدفا، من بينها هدف عالمي في شباك نادي مارسيليا في منافسات دوري أبطال أوربا بعدما راوغ مجموعة من اللاعبين وحارس المرمى.
وانتهى مشوار السكتيوي مع بورتو سنة 2009، ليلتحق بعد ذلك بنادي عجمان الإماراتي لمدة سنة واحدة ثم بعد ذلك بنادي المغرب الفاسي الذي فضل إنهاء مشواره الكروي رفقته.
اقرأ أيضا: (انطلقوا من البطولة) عزيز بودربالة.. قصة منتوج محلي صال وجال في الدوريات الأوربية (انطلقوا من البطولة) مصطفى الحداوي.. إبن الرجاء الرياضي الذي سرق الأضواء في الدوري الفرنسي (انطلقوا من البطولة) الطاهر الخلج.. إبن مدينة البهجة الذي رفع راية المغرب في البرتغال وإنجلترا