أفادت صحيفة ” ذا صن” البريطانية أن مختبراً في مدينة ووهان نشر إعلاناً عن وظيفة تطلب خبراءً في الفيروسات التاجية في الخفافيش، وذلك قبل أسبوع من كشف المسؤولين الصينيين عن تفشي الفيروس، وإن إشعارات التوظيف بتاريخ 24 ديسمبر لا تزال مدرجة على الموقع الرسمي ل “معهد ووهان للفيروسات” الواقع على بعد عشرة أميال فقط من مركز الوباء في المدينة، هذا في الوقت الذي تثار مزاعم عن احتمال أن يكون مصدر الفيروس مختبراً في ووهان، وليس سوق الحيوانات الحية في المدينة. كانت “غوغل” أول من ترجم إعلان الوظيفة الصادر عن معهد ووهان للتكنولوجيا في 24 ديسمبر، ثم شارك إعلان المعهد صانع الأفلام الوثائقية ماثيو تاير في فيديو تمت مشاهدته على “يوتيوب” من قبل مليون شخص حتى 6 أبريل، وقد أطلق تاير على الفيديو عنوان “وجدت مصدر فيروس كورونا”، في وقت لا يزال المجتمع العلمي لا يزال يشكك بتلك النظرية. تنقل ” ذا صن” عن مصادر أمنية بريطانية تأكيدها أنها “لم تعد تستبعد” نظرية تسرب الفيروس عن طريق الخطأ من مختبر من أصل مختبرين في ووهان، لكنها تشير إلى احتمال أن تكون الإعلانات من قبيل الصدفة، إذ أن “معهد ووهان للفيروسات” معروف بأبحاثه في الفيروسات التاجية والخفافيش، وسبق أن قاد في السابق بحثاً عن مرض “سارس” عام 2003، وهو يعد الأكثر تطوراً في البر الصيني، والأول الذي يحصل على سلامة بيولوجية بدرجة 4، أي أعلى مستوى تحذير في أبحاث الامراض. وسبق أن نشر المعهد إعلاناً آخر في 29 نوفمبر يبحث عن باحث للمساعدة في تحليل تفشي الفيروسات “لخفض الضرر الذي تسببه الأمراض المعدية في البشر”. وإعلان ثالث في 18 نوفمبر يبحث عن عالم لتحليل كيف الخفافيش يمكنها أن تحمل فيروسات تاجية من دون أن تصاب بالمرض. العلماء رجحوا أن يكون منشأه سوق الحيوانات الحية في ووهان، وقد رفضت الصين أي تكهنات حول مصدر الفيروس في المختبر، كذلك رد معهد ووهان للفيروسات، وهو أول من ربط الفيروس بالخفافيش، على أي اتهامات تربطه بالفيروس التاجي المستجد. يُعتقد أن الشبهات مصدرها تسرب لفيروس “سارس” من معمل صيني في عام 2004 أسفر عن وفاة شخص واحد وإصابة تسعة آخرين، في وقتها، أفادت الحكومة الصينية أنه كان حادثاً بسبب الإهمال وأن خمسة مسؤولين قد عُوقبوا. من جهتهم، يجمع العلماء على سخافة نظرية المؤامرة التي تشير إلى أن الفيروس التاجي هو نوع من اختبار لسلاح حيوي، لكن لم يتم استبعاد احتمال حادث مختبري. ووسط هذا الضجيج بشأن منشأ الفيروس، كانت منظمة الصحة العالمية تصدر بياناتها المتكررة ب “أن العالم يمر بظاهرة عالمية، منشأها غير محدد، ويجب أن ينصب التركيز على الاحتواء، وتجنب أي لغة تقصد “الوصم” بالإشارة إلى أماكن معينة”.