عاش المركب الرياضي محمد الخامس على إيقاعات احتفالية كبرى تتناسب وحجم الإنجاز التاريخي الذي حققه الشياطين الخضر في بطولة كأس العالم للأندية، والتي أنهاها فريق الرجاء وصيفا لبطل العالم للأندية. عشرات الآلاف من عشاق الفريق الأخضر تنقلوا إلى المركب وحجزوا أمكنتهم قبل انطلاق الحفل الشعبي والحماسي لاستقبال الأبطال والاحتفاء بزملاء العميد متولي، الذين أهدوا للمغاربة قاطبة من طنجة إلى الكويرة لحظات من الفرح لا تنسى، وسطروا صفحات من ذهب في تاريخ الكرة الوطنية، في إنجاز سيعيد لها مكانتها على الصعيدين القاري والعالمي. وطيلة ست ساعات تقريبا، أبدى الجمهور الحاضر تفاعله الكبير مع كل العروض الموسيقية باختلاف أنواعها، وتجاوب مع عروض الفن الشعبي والغناء الأمازيغي وموسيقى الراب . ظهور الحافلة المكشوفة التي أقلت فريق الرجاء عند مدخل الملعب، استدعى عاصفة من التصفيق والشعارات من قبل الأنصار والمشجعين، وهي التحية التي رد عليها الفريق بجولة شرفية عبر حلبة ألعاب القوى في مدار من 400 متر قطعته الحافلة في ربع ساعة لحرص اللاعبين على تبادل التحية مع الجمهور والتفاعل معه. وفي حركة موحدة، وقف كل الجمهور الحاضر لترديد النشيد الوطني، قبل أن يصعد الشياطين الخضر إلى الخشبة التي أقيمت في مواجهة المنصة الشرفية تحت تصفيقات الجمهور، الذي كان يردد أسماء اللاعبين كما الطاقم المسير والطاقم التقني، ومن بينهم على الخصوص المدرب السابق للرجاء محمد فاخر، اعترافا بالدور الذي قام به في بناء الفريق، والمدرب الحالي التونسي فوزي البنزرتي. وتواصل الحفل الفني، الذي حضره ممثلو السلطات المحلية والمنتخبون، ساعات شهدت مشاركة اللاعبين لعشاقهم طقوس الاحتفال مطلقين لأنفسهم عنان التعبير عن فرحتهم الكبيرة وتأثرهم العميق بحرارة اللقاء مع جمهورهم داخل الملعب، الذي طالما احتضن مبارياتهم، والعودة إلى أحضان مدينتهم بعد أن اخترقوا جدار العالمية وأغرقوا كلا من المدينة الحمراء وعاصمة سوس في أمواج من الألوان الخضراء. ولإضفاء المزيد من البهجة على فعاليات هذا الحفل الجماهيري، تم تقديم عرض لإطلاق الشهب الاصطناعية لتختتم الاحتفالية الرجاوية تحت سماء مضاءة طيلة خمسة عشر دقيقة. وبهذه المناسبة اعتبر عمدة المدينة السيد محمد ساجد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الرجاء حققت إنجازا وإبداعا كبيرين يستحقان كل الشكر والتنويه"، مشيرا إلى أن وصول فريق مغربي إلى نهاية بطولة العالم للأندية يعد "حدثا غير مسبوق صنعه الفريق البيضاوي بدعم من جميع المغاربة، وبدعم خاص من الملك محمد السادس الذي خص الفريق بتشريف ملكي سامي من خلال حضوره للمباراة النهائية، والاستقبال الذي خصهم به بالقصر الملكي اليوم بالدار البيضاء، تقديرا للإنجاز الكبير الذي حققه الفريق في الدورة العاشرة لكأس العالم للأندية". وكان الملك محمد السادس قد قام خلال هذا الاستقبال بتوشيح كل من رئيس الفريق والمدرب واللاعبين وأعضاء الطاقم التقني لنادي الرجاء الرياضي، بأوسمة ملكية شريفة، تقديرا من جلالته للإنجاز الرياضي التاريخي الذي حققه هذا الفريق المتألق. من جانبه، أكد لاعب الرجاء محسن ياجور أن "لعب مقابلة النهاية في بطولة عالمية من حجم كأس العالم للأندية ليس بالحدث العادي، ولا يتكرر كل سنة"، مشيرا إلى أنه كان في هذه المقابلة "في أعلى مستوياته من حيث الأداء والتركيز في اللعب"، ومشددا على أنه "ينبغي حاليا تجاوز هاته المرحلة الاحتفالية نحو التركيز على منافسات البطولة الوطنية والاستعداد بشكل جيد للبطولة الإفريقية باعتبارهما ورقة المرور نحو المشاركة في كأس العالم للأندية في دورتها المقبلة". أما حارس الرجاء خالد العسكري، الذي كان سدا منيعا في صد هجومات الفرق المنافسة لا سيما خلال المباراة التي جمعت الرجاء بفريق مونتيري المكسيكي، فقد نوه إلى أن "النتيجة التي حققها النسور الخضر تعتبر مفخرة لكل المغاربة، إلا أنه على الفريق أن يخرج من حالة الانتشاء بهذا الإنجاز التاريخي الذي أدخل الرجاء إلى العالمية من بابها الواسع، وتركيز اهتمامه على الفوز بالبطولة الوطنية والكأس الإفريقية، فقد تذوقنا طعم المشاركة في بطولة العالم للأندية، ولا يمكن ألا نكون حاضرين في دورتها الحادية عشر".