بدك فيلة الكوت ديفوار لحصون دفاع منتخب تنزانيا بقلب دار السلام برباعية مديوة، مهدت الطريق أمام رفاق ديديي دروجبا للعبور صوب محطة الدور الحاسم الذي يطل بالإيفوواريين على كأس العالم 2014، يكون حلم منتخب المغرب في الذهاب لأبيداجان شهر سبتمبر القادم و الدفاع عن حظوظه في المنافسة على بطاقة الترشح الفريدة عن هذه المجموعة قد تلاشى كليا. المنتخب المغربي جنى على نفسه، بعدما فقد في أول ثلاث مباريات 7 نقاط، واكتفاؤه بالحصول على نقطتين من أصل 9 ممكنة حين انقاد لتعادل مخيب أمام منتخب عقارب جامبيا في أولى جولات الإفتتاح ببانجي بهدف لمثله ورضاه بتعادل آخر أمام منتخب كوت ديفوار بمراكش بهدفين في كل شبكة، قبل أن يواصل مسلسل نزيف النقاط بخسارة صاعقة بقلب دار السلام أمام منتخب تنزانيا بثلاثية كاملة،وهي الخسارة التي وضعته في الرواق الصعب في مجموعته. عودة منتخب الأسود المتأخرة بتحقيقه لانتصارين على التوالي أمام كل من تنزانيا وجامبيا، قابله اكتساح إيفواري في الشكل و المضمون لمباريات حتى وهو يلعب خارج قواعده، من خلال ضربه لجامبيا بمعقلها بثلاثية و إجهازه على منتخب تايفا التنزاني برباعية، الشيء الذي عزز موقعه في صدارة الترتيب وقدمه فارسا مغوارا لمجموعته و الأجدر باحتلال المقدمة و الإستمرار في المنافسة. حسابيا انتهت اليوم بدار السلام حكاية المغرب مع المونديال، في استمرار لمسلسل تراجع مخيف للمنتخب الذي كان سباقا لإعلاء راية العرب و الأفارقة في مسابقة كأس العالم، بعدما بصم على حضور خرافي في ثاني مشاركاته المونديالية بالمكسيك سنة 1986، حيث كان أول منتخبب عربي و أفريقي يتجرأ على تخطي الدور الأول ومتصدرا لمجموعة حديدية، ضمت أنجلترا وبولونيا إضافة للبرتغال. مكتسبات الكرة المغربية أصبحت مثل الزبد الذي يذهب جفاء بعد أن فقد منتخب الأسود بريقه و بعد ان جف الحبر الذي كتب من خلاله إليادات خالدة جعلته واحدا من الفرسان الأشاوس الذين يحسب لهم ألف حساب،سيما بعدما كرر مافعله تمام منتخب البرتغال سنة 1986 وهذه المرة بمونديال فرنسا 1998،حين أطاح بمنتخب اسكتلندا و بنفس الطريقة ( 3-0). وبغياب المنتخب المغربي عن مونديال البرازيل، يكون الأسود قد أخلفوا الموعد مع الحدث الكروي الابرز على مستوى العالم، و معه تأكد غيابهم للمرة الرابعة على التوالي بعد أن غابوا أن مونديال اليابان وكرويا الجنوبية 2002 ومونديال ألمانيا 2006 ومونديال جنوب أفريقيا 2014، ليكون متاحا أمامهم الحضور سنة 2018 بروسيا، إن أمكنه تحقيق ذلك وهو ما يعني غيابه لعشرين سنة على الأقل عن المونديال. وكانت أطول مدة يتغيب فيها المنتخب المغربي عن كأس العالم هي التي كانت فاصلة بين 1970 بالمكسيك و 1986 بنفس الأراضي، لتتأكد الحقيقة المرة التي يرفض المغاربة تصديقها وهي أن اليوم لا يشبه البارحة و على أن العيش على أطلال الماضي لا يصلح بالضرورة حاضرا فيه الكثير من التشوهات و الأورام المزمنة.