لم يكن انتصار المنتخب المغربي على نظيره التنزاني برسم الجولة الرابعة لتصفيات كأس العالم، ليفيد منتخب الأسود في شيء بعد أن ظلوا حبيسي المرتبة الثالثة ومعها فقدانهم وبنسبة كبيرة لأي أمل في العبور لمحطة الدور المقبل من تصفيات كأس العالم 2014،بعدما أجهز فيلة كوت ديفوار على منتخب جامبيا بالعاصمة بانجي بثلاثية منحتهم صدارة مريحة لمجموعته الرابعة بفارق كبير عن تنزانيا المطارد المباشر و المغرب الثالث. وضع يجعل المنتخب المغربي على حافة مغادرة حلمه المونديالي من جديد،وهذه المرة بشكل مبكر يكشف حجم التراجع الكبير في مسيرته و أيضا في تضييعه لمكتسبات سابقة،إذ أصبح بحاجة لمعجزة كي يضمن عبوره المجموعة الرابعة متصدرا ومن ثم خوض اللقاء الفاصل الذي يضمن له المشاركة مع كبار منتخبات العالم بالبرازيل صيف السنة المقبلة.
الحسابات المعقدة تجعل المنتخب المغربي بحاجة لتحقيق انتصارين في المباراتين المتبقيتين أمام جامبيا السبت المقبل برسم الجولة الخامسة ليرفع رصيده من النقاط ل 8 و التوجه لأبيدجان لخوض مباراة انتحارية أمام منتخب كوت ديفوار شهر سبتمبر المقبل للفوز فيها وبلوغ النقطة 11.
كل هذه القراءات تتوقف على سيناريو صعب الحصول وهو تعادل منتخبي كوت ديفوار وتنزانيا بالجولة المقبلة، حيث سيتجمد رصيد كوت ديفوار عند حدود النقطة 11 و تصل تنزانيا للنقطة السابعة.
ويبقى السيناريو الأكثر واقعية والأكثر استجابة للمنطق هو تفوق منتخب كوت ديفوار على تنزانيا بالجولة المقبلة ليرفع رصيده من النقاط ل 13 نقطة،و بالتالي الحكم بالإقصاء النهائي والمبكر على منتخب الأسود الذي يستحيل عليه عمليا وحسابيا بلوغ هذا الرصيد من النقاط.
وفي حال غادر المنتخب المغربي من دور المجموعات، ستكون المرة الرابعة على التوالي التي يتخلف من خلالها المنتخب المغربي عن المشاركة بكأس العالم بعدما غاب عن دورات 2002 بكوريا الجنوبية واليابان و2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا،علما أن آخر مشاركة له كانت بمونديال فرنسا 1998 و خرج خلالها بطريقة مشرفة من الدور الأول بعدما جمع أربع نقاط في مجموعة حديدية ضمت البرازيل وصيف البطل حينها والنرويج ثم اسكتلندا.
وكان المنتخب المغربي قد شارك في نهائيات كأس العالم في أربع مناسبات، تعود الأولى لسنة 1970 بالمكسيك والثانية 1986 بالمكسيك أيضا وكان أول منتخب عربي وأفريقي يعبر حاجز الدور الأول متصدرا لمجموعته قبل أن يخسر بدور الستة عشر أمام ألمانيا بفضل هدف لوثار ماتيوس في الدقيقة الأخيرة من المباراة.
كما اتسمت مشاركته بدورة الولاياتالمتحدةالأمريكية 1994 بتقديم مستويات طيبة على الرغم من مغادرته الدور الأول لينهي مشاركاته سنة 1998 بفرنسا.
غياب المنتخب المغربي عن كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي، سينضاف لسجل مشاركاته المتواضع في أمم أفريقيا في السنوات الأخيرة، حيث خرج من الدور الأول في 6 مناسبات من آخر سبع مشاركات و اكتفى بمركز الوصيف مرة واحدة بدورة تونس 2004.