كشفت تداعيات إطلاق سراح الرهينة الفرنسي سيرج لازارو فيتش مقابل الإفراج عن خمسة إرهابيين مسجونين في مالي من بينهم مخطط عملية الاختطاف عن أن واحدا من بين الخمسة ينتمي إلى تنظيم البوليساريو. وكان الإفراج عن هذا الانفصالي ضمن المجموعة كلها موضوع تساؤلات عديدة لفهم المسار الذي تسير فيه فرنسا تجاه الإرهاب عامة وتجاه جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر بشكل مباشر وجهات أخرى بشكل غير مباشر على الرغم من أن المنتظم الدولي يعتبر البوليساريو تنظيما إرهابيا ومعقلا للإرهابيين والنشطاء والمتمردين باسم التطرف الديني المسيطر على الحدود الجزائريةالمالية التشادية وعلى طول حدود دول الساحل برمتها. الإفراج عن السجين الانفصالي المنتمي لجبهة البوليساريو بمقايضة تم فيها الإفراج عن الرهينة الفرنسي كان موضوع تساؤل كبير وموضوع انتقادات كبيرة لفرنسا خلال المنتدى الأول حول السلامة والأمن في إفريقيا الذي احتضنته العاصمة السينغالية دكار أواسط دجنبر 2014، وهي الانتقادات التي حاولت رفع الضبابية التي تضربها السلطات الفرنسية في تعاملها متعدد الأوجه تجاه الإرهاب وتجاه جبهة البوليساريو، خصوصا أن مفاوضات إطلاق السراح وتبادل الأسرى أشرف عليها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وفي مقال عنونته بالسياسة الفرنسية الجزائرية في شمال إفريقيا، تطرقت صحيفة (Alfoglio) الإيطالية إلى موضوع التدخل المباشر لفرنسا في إطلاق سراح أحد المساجين الانفصاليين على الرغم من معرفتها الدقيقة بهويته وانتمائه للجبهة وعلى الرغم من معرفتها للموقف السلبي الذي تلعبه هذه الجبهة في الصحراء المغربية باعتبارها طرفا في نزاع تدعمه الجزائر والعديد من الجهات المعادية للمغرب في قضية صحرائه ومنها تيار في فرنسا يغذي هذا النزاع بمحاباة الجزائر والقادة في تندوف محاباة مصلحية مختلفة منها المادي المرتبط بالمال السائل وبالغاز والبترول الجزائريين الخامين وعائداتهما. واتهمت الصحيفة الإيطالية السلطات الفرنسية بقيادة الرئيس فرانسوا هولاند بالتورط في قضية ذات حساسية مفرطة وعلى علاقة وطيدة بالإرهاب الدولي. وكشفت عن أن السجين الانفصالي الذي قايضت فرنسا به إطلاق رهينتها هو الحبيب ولد مولود الجزائري المتخندق في جبهة البوليساريو والذي يعتبر من بين 700 جهادي روعوا منطقة الساحل في السنين الأخيرة بإرهابهم وتطرفهم وعدوانيتهم السادية تجاه الرعايا الأجانب بالمقايضة بالفدية أو القتل. وذهبت الصحيفة الإيطالية إلى التأكيد على أن الحبيب ولد مولود كان متورطا بشكل مباشر في اختطاف وتعذيب الرهينة الإيطالية "روسيلا يورو" التي لم يتم الإفراج عنها إلا في 18 يوليوز الأخير بعد قضائها 270 يوما في قبضة الإرهابيين رهينة أجنبية. وأضاف المصدر أن الحبيب ولد مولود مسؤول مباشر عن الاختطاف والتعذيب اللذين لحقا هذه الإيطالية مدة الرهن، كما تساءلت عن تهرب فرنسا من المسؤولية السياسية والعسكرية التي تلاحقها في الدفاع عن المعاقل التي تفرخ الإرهابيين وفي مقدمتها جبهة البوليساريو والدفاع عن الإرهابيين ذوي الأصول الجزائرية المتخندقين في هذه الجبهة ويتحملون فيها مسؤولية القيادة كما هو الشان بالنسبة للحبيب ولد مولود. الصحيفة أضافت أن فرنسا تدعم بشكل أو بآخر سياسة الجزائر في تعاملها مع الإرهاب وعدم رغبتها في الانخراط ضمن المنتظم الدولي لمحاربته. وكانت مصادر أمنية كشفت في مالي أن تحرير الرهينة الفرنسي سيرج لازاروفيتش الثلاثاء 9 ديسمبر تم مقابل الإفراج عن 5 إرهابيين. وكانت مجموعة من منظمات حقوق الإنسان انتقدت في بيان لها عملية إطلاق سراح الإرهابيين أسامة بن غوزي ولحبيب ولد مولود المتهمين بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.