قال المندوب السامي للتخطيط أحمد لحليمي علمي إن عملية الإحصاء العام للسكان و السكنى 2014 سيشرف عليها 73 الف باحث ومراقب و مشرف، وأنها ستعرف اعتماد وسائل لوجيستية و تقنية غاية في التدقيق و التيكنولوجيا ، بدءًا من الاقمار الاصطناعية التي تم بها تصوير خرائط مناطق الاحصاء المستهدفة و رصد أدق الأماكن في الجهات و الاقاليم و المدن و القرى، ونهاية عند اقل وسيلة تقنية تتمثل في البعيثة النصية القصيرة عبر الهاتف النقال. وأكد لحليمي في الندوة التي عقدها عصر أول أمس بالرباط بمناسبة إطلاق الحملة الإعلامية الرسمية لهذا الاستحقاق الوطني أن المندوبية ستقوم أثناء فترة الإنجاز بالتتبع اليومي لسير الأعمال بالميدان باستعمال التكنولوجيا الحديثة للاتصال حيث سيقوم المراقبون ببعث رسائل الكترونية قصيرة كل يوم تتضمن عدد الأسر المحصاة ، كما سيتوفر المشرفون على العملية على هاتف نقال يربطون من خلاله اتصالا دائما مع المصالح الجهوية والمركزية تمكن من تتبع سير الإحصاء والتوافق حول الحلول الممكنة للمشاكل التي قد تطرح بالميدان. كما أكد على أن المندوبية السامية للتخطيط عملت على تكوين 53 ألف باحث يقومون بمهمة الإحصاء ويقوم بتأطيرهم في إطار التكوين و اثناء الحملة 20 ألف مراقب و مشرف لتأهيلهم على أكمل وجه لممارسة مهامهم على مستوى عمالات و أقاليم المملكة بتوجيه من المندوبية السامية للتخطيط و دعم من مصالح وزارة الداخلية. وبخصوص استغلال ونشر المعطيات، قال المندوب السامي للتخطيط، إنه سيتم تبني نفس التقنية المعتمدة خلال إحصاء 2004 المتمثلة في القراءة الآلية للوثائق دون اللجوء هذه المرة إلى الخبرة الأجنبية حيث سيتم الاعتماد على الكفاءات المغربية الصرفة. وذكر بأن الموقع الخاص بالإحصاء يعد أيضا من مستجدات عملية 2014 ، حيث سيمكن من تتبع كل العمليات المتعلقة بالإحصاء بما فيها صرف الميزانية المخصصة له وكذا كافة الأنشطة التي تقوم بها المندوبية في هذا الإطار. وقدّم لحليمي، خلال اللقاء بحضور الشرقي الضريس الوزير المنتدب في الداخلية ووزير الدولة بالإضافة إلى العديد من البرلمانيين ورؤساء الأحزاب، حول انطلاق الحملة الإعلامية للإحصاء العامّ للسكان والسكنى، جرْداً لأهمّ المراحل التي مرّت منها عملية الاستعداد للإحصاء، السادس من نوعه في تاريخ المملكة منذ استقلالها، والتي تتميّز، يقول الحليمي، بكون المندوبية أعدّت خرائط مضبوطة، من خلال مسح دقيق لكافة التراب الوطني، اعتمادا على الأقمار الصناعية، وصور تمّ اقتناؤها لدى المركز الملكي للاستشعار البُعدي، قائلا "هذه الخرائط ستمكّن الإحصائيين من التعرف على جميع المناطق بصورة واضحة، ولنْ يتمّ إغفال أحد خلال عملية الإحصاء، أو إحصاء فرْد مرّتين و فيما يخص سرية المعطيات قال لحليمي إن المندوبية السامية للتخطيط وحدها المشرفة على الإحصاء، بإشراف وزارة الداخلية إذ لا يمكن لأحد، مهما كان، أن يطلع على المعطيات التي يدلي بها المواطنون. واستطرد المندوب السامي للتخطيط أنّ المعلومات التي سيُحصّلها المشرفون على عملية الإحصاء ستُحال على مركز القراءة الآلية للوثائق، بعد انتهاء عملية الإحصاء، ولا يظلُّ هناك، بعد عملية القراءة الآلية، لا أسماء الأشخاص، ولا أيّ معطيات فرديّة، حيث تصير المعلومات عبارة عن أرقام، وأضاف أن المندوبية السامية للتخطيط مستقلة، ولا يستطيع أحد أن يتدخّل في عملها، وهذا شرف للإحصائيين، ثمّ إنّ القانون الجنائي يعاقب كل إحصائي اطّلع على معلومة من المعلومات التي يدلي بها المواطنون وأفشاها. محمد عفري