لم ينته الصراع بين وزير الاتصال مصطفى الخلفي والخازن العام للملكة نورالدين بنسودة بخصوص تعيين محمد اليعقوبي كاتبا عاما لوزارة الاتصال، فبعد الموافقة من طرف مجلس الحكومة على تعيينه كاتبا عاما ما زال الخازن العام للمملكة يرفض التأشير على هذا التعيين نظرا لكون المعني بالأمر استفاد من المغادرة الطوعية وبالتالي استفاد من أموال الدولة بحيث يصبح من التعارض تعيينه في منصب يحصل من خلاله على راتب قار من الخزينة. وبالإضافة إلى استفادة المعني بالأمر من المغادرة الطوعية فإنه يعاني من مراكمة "الفشل" حيث ترشح لنفس المنصب بوزارة الصيد البحري ولم ينجح وترشح أيضا كاتبا للشؤون الاجتماعية ولم ينجح وترشح كاتبا عاما للسياحة ولم ينجح. ومن خلال الاطلاع على سيرته فإن الرجل ترشح في العديد من المرات ليشغل منصب مدير مركزي وفشل في ذلك ومن بينها مديرا مركزيا في وزارة التجهيز والنقل، التي يتولاها عزيز رباح. وكل هذه الترشيحات الفاشلة تمت في عهد حكومة بنكيران وبعد المصادقة على قانون التعيين في المناصب العليا وفق مقتضيات الدستور الجديد، ولهذا يتساءل موظفو وزارة الاتصال والمعنيون بالموضوع كيف تحول الرجل الذي راكم العديد من امتحانات "الفشل" إلى رجل صالح لوزارة الاتصال. ولم يقف الأمر عند فشله في الامتحانات المذكورة بل إن الرجل لم يشتغل في إدارة أو مؤسسة إلا وغادرها في أقل من سنة، حيث استقال ثلاث مرات من بريد المغرب والسكك الحديدية وشركة نقل البضائع والمسافرين "سوبراتور" وشركة "كاري" للنقل أيضا ولم يكن يقضي في هذه المناصب سوى اقل من سنة، كما غادر الإدارة العمومية في إطار مشروع "المغادرة الطوعية" وفتح مكتبا للدراسات فشل في إنجاحه أيضا. ورغم عدم المصادقة على تعيينه من قبل الخازن العام للمملكة فإن الكاتب العام الجديد لوزارة الاتصال عقد اجتماعا الأربعاء الماضي مع مسؤولي الوزارة، وبدل أن يتحدث لهم عن مشروعه فقد قال لهم "أنا جيت للوزارة لأتعلم ولأحارب الأمية" وهي فرصة للتكوين، وقد استغرب الحاضرون هذا التصريح الصادر عن الرجل الثاني في الوزارة والأول في تدبير الموارد البشرية والمالية والشأن القانوني.