طالبت منظمة التجديد الطلابي، الموازية لحركة التوحيد والإصلاح راعية حزب العدالة والتنمية، الدولة المغربية بتصنيف فصيل النهج القاعدي الديمقراطي (البرنامج المرحلي) كمنظمة إرهابية. هذا المطلب ينبغي الوقوف عنده لمعرفة خلفياته، وهل هناك مرتكزات لدى جماعة بنكيران ترافع بها في هذه القضية؟ لا بد من الإشارة أولا إلى أن تصنيف أي منظمة إرهابية خاضع لمعايير دولية تشكل الحد الأدنى لاتفاق الدول والأمم والشعوب على تعريف الإرهاب، الذي هو العنف الذي تمارسه الجماعات تحت غطاء ديني وسياسي لخلق الخوف والرعب في صفوف الآخرين ولا يدخل المدنيين في المواجهة. يمكن تصنيف البرنامج المرحلي تحت أي مسمى آخر غير منظمة إرهابية. فهذه المجموعة الطلابية ليس لها امتداد في الشارع وإن كان لها سقف سياسي معين. غير أنها تبقى مجموعة طلابية لها رؤية للجامعة، رافضة للقاء مع أبناء العدالة والتنمية لأنها تعتبر هذا الحزب ضد الجامعة وضد الحركة الطلابية أو حزبا "ظلاميا" كما تسميه. وأطلق أبناء العدالة والتنمية نعوتا كثيرة على هذه المجموعة واتهموهم في لحظات من التاريخ بالإلحاد والمروق من الدين، رغم أن الصراع داخل الجامعة يتركز على البرامج النضالية والمطلبية. فالبرنامج المرحلي رفض منذ البداية أن يكون الإسلاميون ضمن صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب خصوصا وأن بعض زعماء هذه الحركات وصفه بأنه اتحاد وطني لملاحدة المغرب. لكن لم يدع هذا الفصيل إلى حمل السلاح ولا إلى عمليات انتحارية ولم يساند عمليات انتحارية ولا حركات إرهابية عبر العالم. قد يكون الفصيل مارس الاحتكاك داخل الجامعة مع الفصائل الأخرى وصولا إلى المواجهة التي تدخل في نطاق الجريمة التي لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال. فلنعد إلى منظمة التجديد الطلابي صاحبة المطلب الغريب. فمنظمة التجديد الطلابي هي التنظيم الطلابي الموازي لحركة التوحيد والإصلاح. هذه الحركة التي تنتمي إلى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ويوجد رئيسها محمد الحمداوي على رأس فرع التنظيم الدولي في غرب إفريقيا تحت اسم منتدى الوسطية لغرب إفريقيا. هذه الحركة جمعت بين الوهابية السرورية، ذات الطابع التكفيري لايت، وبين تنظيم الإخوان المسلمين. فالإخوان جماعة إرهابية بعد أن تبين أن تنظيم أجناد بيت المقدس هو جناحها المسلح. وقبل ذلك ظلت الحركة تتوفر على تنظيم خاص بالاغتيالات. وحركة التوحيد والإصلاح لم تجد من بد سوى مساندة الجماعة الإرهابية، فهي إذن مشجعة للإرهاب عبر دعم الإخوان والانتماء للتنظيم الدولي. فحركة التوحيد والإصلاح حضرت جميع اللقاءات التي تم عقدها في الدوحة وإسطنبول وإسلام آباد الخاصة بوضع خطة للعنف بمصر. وحركة التوحيد والإصلاح ساندت التنظيمات الإرهابية بسوريا وبعثت أبناءها إلى هناك تحت غطاء العمل الإنساني، والذي هو بالمناسبة يمارس تحت لواء الصليب الأحمر الدولي وحدها حركة التوحيد والإصلاح مارسته تحت غطاء مخابرات أردوغان. ناهيك عن خطاب الحركة الذي يؤجج غضب المتدينين ويحرض على العنف ويمزق وحدة الأمة بين مؤمنين وكفار. بعد كل ذلك ألا يحق تصنيف التجديد الطلابي منظمة إرهابية بدل البرنامج المرحلي؟