يواصل صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومساعدته مباركة بوعيدة الزلات الديبلوماسية، وهي أخطاء تؤثر على صورة المغرب في الخارج، بل إن تراكم هذه الأخطاء مدعاة لمحاسبة الوزير المكلف بالديبلوماسية ومساعدته برتبة وزير بل محاسبة الحزب الذي يقوده والذي خوله التفاوض حول تشكيل الحكومة. وكنا نظن أن سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية ووزير الخارجية والتعاون السابق، وحده الذي تميز بالزلات الديبلوماسية الخطيرة، لكن مزوار يبدو أنه سيحطم الرقم القياسي في السقطات الديبلوماسية، "كل زلة لا تشبه السابقة". أو كما يقول المغاربة "زلة تنسيك فالأخرى". فبعد زلة العلاقات المغربية الإيرانية تأتي زلة التعامل مع قضية إطلاق الرصاص على مركز حدودي مغربي من طرف الجيش الجزائري. وكان صلاح الدين مزوار ومباركة بوعيدة قد قالا قبل وقت قصير إنه لا حوار مع الجانب الإيراني وادعت الوزير المساعدة أنه تم اشتراط أشياء كثيرة وأن الجانب الإيراني هو الذي طلب عودة العلاقات. وهذا كلام لا يقال في الديبلوماسية التي هي حوار وهي مهمة ربط العلاقات وليس قطعها. وجاءت الوقائع لتكذب الوزير ومساعدته. حيث قرر البلدان إعادة العلاقات والمياه إلى مجاريها وافتتاح السفارات في أقرب الآجال. وقلنا قبل ذلك لمزوار إنه زل زلة كبيرة ديبلوماسيا، حيث ما كان له أن يتدخل في مجال أكبر منه وأن العلاقات السياسية للمغرب من اختصاص المؤسسة الملكية. اليوم نحن أمام زلة أخرى. فبدل أن يقوم الوزير والوزيرة المساعدة بإصلاح الخطإ الذي ارتكباه قاما بارتكاب خطإ آخر وفي وقت وجيز وهو خطأ لا يغتفر ديبلوماسيا ويتعلق بالطريقة التي تعاطى بها مع حادث إطلاق النار من قبل الجيش الجزائري. فلحد الساعة لم تقم الخارجية بما هو مطلوب ديبلوماسيا في مثل هذه اللحظات. فالمطلوب ديبلوماسيا هو استدعاء السفير الجزائري للاستطلاع حول خلفيات الحادث واستدعاء السفير المغربي قصد التشاور. غير أن شيئا من ذلك لم يحدث. لم نسمع لمزوار حسيسا ولا سمعنا لمساعدته عنترية مثل التي تحاول إظهارها في موضوع أكبر منها. كما أن السفير المغربي بالجزائر عبد الله بلقزيز تعامل بشكل غير لائق لا يشرف الديبلوماسية المغربية التي لها جذور في التاريخ حيث تعود سفارات المغرب إلى القرون الغابرة وجرب المغاربة التعامل مع الدول ومع الأحداث. فالسفير له قناة واحدة للتعامل مع القضية هو الاتصال بوزير الخارجية أو مسؤولي الديبلوماسية الجزائرية لمعرفة حقيقة ما جرى لكن سعادة السفير فضل الاتصال بوزير الداخلية ومدير الأمن ولم يتلق جوابا فترك رسالة يطلب لقاء. إنها بهدلة حقيقية للديبلوماسية المغربية. هل يفهم مزوار أن الجزائر تريد الحرب؟ فالجزائر تريد الحرب التي لا يريدها المغرب. طبعا المغرب يتهرب من الحرب ليس عجزا ولكن لأن الحرب لا رابح فيها. والجزائر تريد الحرب كي تنفس التوتر الذي تعيشه داخليا. يعرف مزوار أن المغاربة يقولون "الثالثة شريعة النبي". فلم يعد مسموحا له ولمساعدته بزلة أخرى.