لا يزال المغرب الرسمي يلتزم الصمت بشأن عودة علاقاته الدبلوماسية مع إيران، ومما زالت المصادر الايرانية، الرسمية والاعلامية، مرجعية للرأي العام المغربي حول المدى الذي قطعته طهرانوالرباط في اعادة علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 5 سنوات. ومنذ اسبوع تحدث مسؤولون ايرانيون وتقارير صحافية عن اتصالات اسفرت عن اتفاق على اعادة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وايران، وعن لقاءات للامير رشيد عقدت بتونس على هامش الاحتفالات بالدستورالتونسي الجديد، لكن المغرب الرسمي تجاهل هذه اللقاءات ولم يصدر اي بلاغ او خبر رسمي. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ان لقاء جرى بين رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، يوم الجمعة الماضي، وشقيق الملك محمد السادس، الأمير رشيد، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، وذلك على هامش زيارة الوفد المغربي لتونس لمشاركتها الاحتفال بدستور ما بعد الثورة. وأفادت وكالة الأنباء ‘إرنا' أن الأمير رشيد، قال للمسؤول الإيراني إنه ‘يحمل رسالة من ملك المغرب'، مؤكدا أنه ‘لا يجب أن تكون هناك عقبات أمام تطوير العلاقات مع إيران'. وأكد وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، على أن "الأحداث التي أثرت في الماضي على العلاقات الثنائية كانت عبارة عن سوء فهم، وأنه تمت إزالة سوء الفهم وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها"، واضافت ان علي لاريجاني "رحب خلال لقائه مع وزير الخارجية المغربي بعودة العلاقات بين إيران والمغرب". الا ان وسائل الاعلام الرسمية المغربية، خاصة وكالة الانباء الرسمية التي تخصص حيزا للانشطة الاميرية لم تبث اية قصاصة حول هذا اللقاء، كما ان صفحة وزارة الخارجية المغربية على الانترنت لم تحمل اية اشارة بشأنه، وذلك على غرار تعاطيها مع تصريحات ايرانية رسمية يوم الاربعاء الماضي عن عودة العلاقات الدبلوماسية وفتح سفارتي البلدين في عاصمة كل منهما. وقالت مصادر مغربية مطلعة ل "القدس العربي" ان عودة العلاقات بين الرباطوطهران قد تمت سياسيا الا ان عودتها اداريا، وتحديدا فتح السفارات ما زال يحتاج بعض الوقت وترتيبات تتعلق بتسمية السفراء واعادة تأهيل مبنى كل سفارة. وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية أمير عبد اللهيان يوم الاربعاء الماضي ان وزيري خارجية البلدين المغربي صلاح الدين مزوار ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف أجريا مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء الماضي، تناولت الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اسفرت عن قرار باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بعد قطيعة دامت خمس سنوات، وان الإجراءات جارية لفتح سفارتي البلدين. الا ان نفس المصادر افادت ان المغرب اخبر من خلال مذكرات رسمية كلا من واشنطن ومدريد وباريس بالاضافة الى عدد من العواصم العربية من بينها الرياض باستئناف العلاقات الثنائية مع طهران. * المصدر: القدس العربي