تقرر عودة العلاقات المغربية الإيرانية إلى مجاريها الطبيعية، وإن كانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية لم تعلن بعد عن الاتصالات بين الطرفين، فإن مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أعلن أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمغرب اتفقا علي استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وقال، إن سفارتي البلدين ستستأنفان نشاطهما قريبا. وقال أمير عبد اللهيان في تصريح له أوردته وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية ووكالة فارس للأنباء الرسمية كما أورده موقع وزارة الخارجية الإيرانية، إنه إثر الاتصال الهاتفي بين وزيري خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمغرب، اتفق الطرفان علي استئناف نشاط سفارتي البلدين لدي کل منهما. وأضاف، أن وزيري الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والمغربي صلاح الدين مزوار، أکدا خلال الاتصال الهاتفي الأخير علي التعاون العريق بين الشعبين والبلدين، واتفقا علي ضرورة واستئناف العلاقات الدبلوماسية. وكان صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون قد قال إنه لن يلتقي رئيس الوفد الإيراني الذي شارك في اجتماعات لجنة القدس الشريف، التي ترأسها جلالة الملك، وكانت مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون قد أشارت في تصريحات صحفية على هامش الاجتماع المذكور إنه لا يمكن الحديث عن عودة العلاقات المغربية الإيرانية في الأفق القريب ما لم تتخل إيران عن تصدير التشيع للمغرب. وسبق أن قلنا في النهار المغربية "مزوار قال لحظة حضوره مقر انعقاد المؤتمر إنه لم يلتق برئيس الوفد الإيراني وقال كلاما كثيرا بهذا الخصوص يستحقر حضور هذه الدولة العضو في منظمة التعاون الإسلامي. طبعا لا تربط المغرب بإيران علاقات ديبلوماسية. غير أن القصة تبدو الآن من التاريخ. ولا تفيد فيها "مناطحات" مباركة بوعيدة التي قالت إن العلاقات مع إيران لن تتغير حتى تتخلى طهران عن تصدير التشيع. هل تعرف مباركة ما تقول؟ هل تعرف أن إيران الشيعية متحالفة مع أرمينيا المسيحية ومتخاصمة مع أدربيجان الشيعية؟ هل تعرف مباركة أنها جاهلة بكل هذا؟ في مقابل هذا التنطع الذي يذكرنا بعنتريات أولاد العدالة والتنمية كان الإيرانيون بالدهاء السياسي المحرج جدا. فمع خروج الوفد الإيراني قال الناطق باسم الخارجية إن المغرب بلد صديق. وكان الوفد موافقا على كل قرارات لجنة القدس وقال رئيس الوفد لا يهم الأسباب التي من أجلها تم قطع العلاقات ولكن يهمنا المستقبل. لكن ونحن نتحدث عن زلات مزوار ونائبته لابد من الإشارة إلى أمر مهم. ما علاقة مزوار فبالأحرى مباركة بقضية قطع العلاقات وعودتها؟ هل نسي مزوار أنه رئيس الديبلوماسية وليس رئيسا للدولة؟ هل نسي أن مجال العلاقات هو مسألة سيادية ومن اختصاص رئيس الدولة". ويذكر أن المغرب ظل دائما في اهتمامات الديبلوماسية الإيرانية بمنطقة المغرب العربي وقد مرت العلاقة بين الدولتين بمراحل بدءا من التوافق السياسي زمن شاه إيران محمد رضا بهلوي والملك المغربي الحسن الثاني، إلى القطيعة بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، لتتلوها مرحلة انفتاح سياسي في التسعينيات من القرن الماضي والعقد الأول من العقد الحالي أثمرت حضورا دبلوماسيا وثقافيا إيرانيا ومغربيا نشيطا في كلى البلدين. ادريس عدار