لاحظ المتتبعون أن التقرير السياسي الصادر عن الدورة السابعة عشر للمجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان استنسخ كل ما نشرته الصحف خلال السنة الماضية، وجاء مليئا بالخروقات التي رصدها الإعلام، وعمم بعض القضايا المعزولة على الواقع العام، ولم يخرج عن التقارير الرسمية بخصوص الوضعية الاقتصادية والاجتماعية حيث اعتمد في الأرقام التي أوردها ما أصدرته المندوبية السامية للتخطيط. وخلى التقرير السياسي من الخيط الرابط بين مواضيعه فجاء عبارة تجميع لوقائع متفرقة ليس بينها رابط، وبالتالي جاء خاليا من تقديم أي اقتراح ليكون بديلا عن الواقع، مكتفيا بوصف الواقع بالسوداوية. وقال إدريس هاني، الخبير في الحركات الإسلامية، تعليقا على التقرير السياسي لجماعة العدل والإحسان، إن الغرض منه هو أن الجماعة تريد أن تقول إنها ما زالت موجودة، موضحا أن الجماعة وجدت أن اللعب على الورقة الدينية لم يعد مجديا ما دامت تتقاسم معها حركات أخرى هذا النهج وبالتالي فهي أصبحت تركز على تجميع كل من يرى الأمور سوداء في المغرب. ويذكر أن عبد الواحد المتوكل، الأمين العام للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، وصف المخالفين باللادينيين والملحدين، وقال "يقول أحدهم ليكون هناك حوار، عليكم أن تتركوا مرجعيتكم جانبا لأنه هو وأمثاله لا يجدون أنفسهم فيها. وهذا منطق غاية في الغرابة والاستعلاء، وكأننا نحن نجد أنفسنا في مرجعيتهم اللادينية أو الإلحادية. ولماذا لايتركون هم مرجعيتهم اللادينية قبل الدخول في الحوار"، وأصر في كلمته في افتتاح الدورة السابعة عشرة للمجلس القطري للدائرة السياسية (مقدس) على المزج بين الإسلاميين والإسلام والمشروع الإسلامي والإسلام، مؤكدا على أن الحرب على المشروع الإسلامي هي حرب على الإسلام. وأشار المتوكل إلى "أن الجماعة ومنذ السنوات الأولى من تأسيسها وهي تدعو إلى ضرورة التعاون والائتلاف للتخلص من الفساد والاستبداد والتأسيس لمرحلة جديدة يعود فيها لهذا الشعب كرامته وحريته وقراره المصادر منه منذ عقود، بل قرون. وهذا مبسوط في مؤلفات الأستاذ المرشد رحمه الله، وتردد على ألسنة المسؤولين في حوارات وندوات وخطابات كثيرة. ومن ذلك ما ذكره الأمين العام محمد العبادي في الذكرى الأولى لوفاة الأستاذ المرشد رحمه الله من أن أيادينا ممدودة للجميع". و"الجميع" هنا تعود على المخالفين والمختلفين مع الجماعة أي باقي أطراف المشهد السياسي، وبالتالي فالمقصود باللادينيين والملحدين هي هذه "الجميع". وأضاف المتوكل "لا أدري كيف كان سيكون حال بعضنا وربما أكثرنا لولا أن الله بفضله وكرمه قيض لهذا البلد رجلا اسمه عبد السلام ياسين، رحمه الله. ربما كنا سنكون ثائرين، تستهويهم الأساليب العنيفة أو الرغبة في الانتقام، وربما كنا خرافا وديعة في أحضان المتسلطين أو في أحسن الأحوال دعاة اجتهاد نحسب أنه يثمر إصلاحا بينما هو في حقيقة الأمر، والأيام بيننا، يوفر غطاء لتمكين المتسلطين والفاسدين من مواصلة إفسادهم وتسلطهم والاستئثار بخيرات هذا الشعب المقهور". وأوضح "نحن هنا لا نطعن في نيات أحد، لكننا ككثير غيرنا، نراقب ما نرى، وما نراه لا أثر فيه للإصلاح المزعوم ولا معشار الوعود السخية التي سمعنا بها و قرأنا عنها من قبل. وإلا قل لي بربك أين يتجلى هذا الإصلاح الموعود، بدءا بأكوام القمامة وحوادث السير إلى أحوال الإدارة والإعلام والمستشفيات والمحاكم والمدارس والجامعات وغير ذلك من المجالات؟ هذا مجرد تساءل ساقه القلم عرضا وليس يعنينا الحديث عنه هنا". وهي كلها إشارات إلى حكومة عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وتلتقي الجماعة والحزب وحركته الأم التوحيد والإصلاح في المرجعية الإسلامية وهي مستثناة من كلام المتوكل عن اللادينيين والملحدين