هل من جديد سيحمله اللقاء التشاوري حول إصلاح أنظمة التقاعد؟ بأي فائدة سيعود الموظفين المقبلين على التقاعد؟ هل سيحل مشاكل بنكيران ويخرجه من "حصلته" فقط؟ هل مشروع الحكومة حول إصلاح أنظمة التقاعد سيعود بالفائدة على المعنيين بالأمر أم على الحكومة وحدها؟ أين يمكن موضعة هذا المشروع ضمن برنامج حزب العدالة والتنمية الذي تقدم به للانتخابات التشريعية الذي على ضوئه فاز بالرتبة الأولى؟ ما هو موقعه من برنامج الحكومة؟ يبدو أن الحكومة لا تتوفر على خطة واضحة لإصلاح أنظمة التقاعد. وكل ما في جعبتها وقدرتها هو أن تضيف خمس سنوات من التعب في عمر كل موظف وعامل بغض النظر عن طبيعة الشغل حتى لو كانت مرهقة ومنتجة للأمراض النفسية والجسدية، وزيادة مزيد من الاقتطاعات، في حين لن تضطر الحكومة لأداء أكثر بعد تقليص مدة التقاعد مع الأخذ بعين الاعتبار أن أمل الحياة في المغرب لا يتجاوز 76 سنة. إذا ما يسميه بنكيران وحكومته إصلاحا لأنظمة التقاعد ما هو في الأساس سوى نموذج آخر من جرأته على ما هو اجتماعي، فبنكيران عندما قال "أنا مكنخافش" وسأطرق كل أبواب الإصلاح كان صادقا، لكن في اتجاه القضاء على المكتسبات الاجتماعية، واليوم يدخل قلعة صناديق التقاعد آخر ما يتبقى من عرق الموظف والعامل بعد سنين طويلة من الكدح المهني. وكان المتقاعدون ينتظرون إصلاح أنظمة التقاعد من أجل إلغاء المعاشات المهينة للكرامة الإنسانية لكن بنكيران لم يلتفت إليهم كما وعد بذلك في غمرة حماسه الزائد، ولكن أصبح اليوم يهدد الموظفين الذين يسعى إلى إرسالهم مباشرة من العمل إلى القبر. فأي جرأة هذه التي يمتلك بنكيران؟ لماذا لا يمتلك الجرأة على اقتحام منظومة التشريع وهي متاحة له ولكنه لن يستفيد منها حزبيا؟ ولماذا لا يقتحم مجالات الصناعة والتصنيع ويضع تصورا لمغرب متقدم؟ لماذا يقتصر جهده على التدبير اليومي؟ ألا يرى أن ما يقوم به يمكن أن تقوم به أية شركة مناوبة؟ منذ جاء بنكيران إلى الحكومة وهو يتحرش بالمجتمع وكأنه يريد أن يرد على التصويت الانتقامي ضد الأحزاب التاريخية والذي أوصله لسدة الحكومة بإجراءات عقابية. ولا يكل بنكيران من ترديد كلمة مفادها أنه سيتخذ إجراءات خطيرة ضد المجتمع إنقاذا للمجتمع. المجتمع يقول لبنكيران: الله يكثر خيرك ابتعد عن الحكومة لقد بلغ السيل الزبى. ولم يكن أحد ليجرؤ على صندوق المقاصة باعتباره ملاذ الفقراء سوى بنكيران. لقد ظل صندوق حاميا لعيش المغاربة الفقراء ضامنا لاقتناء المواد الاستهلاكية الأساسية بأرخص الأثمان حتى جاء بنكيران وبدأ في التحرش به. ولدى بنكيران جرأة زائدة في احتقار المغاربة وذكائهم عندما قال لدى زيادة أسعار المحروقات إن ذلك من مصلحة الفقراء. إن الجرأة التي يمتلكها بنكيران تتجه نحو الطبقات الفقيرة من الشعب وهم الغالبية العظمى في حين يقف عاجزا عن فتح آفاق التقدم