عناوين المؤامرة يمكن اعتبار الإفراج عن الإسباني دانيال كالفان مغتصب الأطفال بالقنيطرة خطأ في الصيغة لكن في العنوان هو مؤامرة، ولكل مؤامرة أهداف وفاعلون، ولا يخرج الهدف منها في هذه الحالة عن استهداف استقرار المغرب وأمنه وسلامته وإحداث الفوضى، التي هي رغبة العديد ممن لا يريدون خيرا للبلد، أما فاعلوها فهم متعددون وهم من ينتظرون الفرصة لإخراج مكبوتاتهم وحنقهم على المغرب الذين يستظلون سماءه ويستقلون أرضه ويأكلون من خيراته ويشربون ماءه. نشير بداية أنه لا يمكن للملك أن يطلع على قائمة المرشحين للعفو ويفحصها اسما بعد الآخر وينظر في عقوبته وجرائمه، ولهذه الأسباب تم التنصيص القانوني على لجنة العفو التي تتكون من وزارة العدل والحريات والمجلس الأعلى ومندوبية السجون ومديرية الشؤون الجنائية والعفو. ورغم ذلك وانطلاقا من مسؤوليته التاريخية في حماية الطفولة والحرص على ضمان حقوقها وفور معرفته بتفاصيل الجرائم التي ارتكبها دانيال حتى أعطى الأوامر لإجراء تحقيق دقيق وتحديد المسؤولين عن هذه الجريمة ومعاقبتهم، مهما كانت طبيعة المسؤولية التي يتولون. وضمانا لحقوق الضحايا أصدر الملك قرارا بإلغاء العفو عن المجرم دانيال الذي ينبغي أن يقضي عقوبته كاملة، وستكون لهذا القرار مترتبات أخرى قد تصل إلى المطالبة باستعادة المجرم الإسباني، بمعنى أن دانيال أصبح مطلوبا من جديد للعدالة المغربية قصد قضاء عقوبته الحبسية التي تصل إلى ثلاثين سنة. فإذا وقع خطأ في العفو فإن إصلاحه ممكن يقول الملك. وتم التجاوب بسرعة مع الحدث وصدر بيان التوضيح ثم قرار إلغاء العفو. وهذا دأب المؤسسة الملكية في التجاوب السريع مع الأحداث ومع المطالب الشعبية. لكن مقابل ذلك هناك إصرار مغرض على توريط هذه المؤسسة في قضية العفو عن دانيال رغم التوضيحات المتعلقة بكون الملك لا يمكن أن يتفحص الملفات كل واحد على حدة ناهيك عن مخالفته لدولة المؤسسات، التي تشتغل باللجان والتقنيين المتخصصين، لكن المؤسسة الملكية تحملت المسؤولية في اتجاه تصحيح الوضع. يوجد من يريد أن يستغل الأمر ليحوله إلى قضية كبرى، وليس الأمر بريئا ولا عفويا، ولكنه مخطط له بدقة، تبدأ الخطة بدس اسم دانيال في لائحة العفو تم تسريبه عبر قناة معروفة لجهة معروفة بنشرها لكل الأكاذيب حول المغرب، وصولا إلى استغلال المواقع الاجتماعية وتجييش عناصر معروفة بولاءاتها السياسية من أجل الخروج إلى الشارع الذي يحلم به تيار سياسي كان الشارع في السابق بعبعا بالنسبة إليه. ليس مصادفة أن يقع كل ذلك، ولكن هو عنوان من عناوين المؤامرة التي اشتغل عليها كثيرون تحقيقا لأهداف جهات مناوئة تريد استغلال أي ظرف لزعزعة الاستقرار وضرب الأمن والاستقرار. فمنذ البداية بدأت التصريحات والرسائل تخرج من هذه الجهة وتلك محققة لرغبة الوزير الذي يهدد بالشارع ومحققة لرغبة الزعيم الذي يهدد بالشارع وقلب سافلها على عاليها وتقويضها فوق رؤوسنا، ناسية هذه الخطابات أو متناسية مسؤولية وزير العدل والحريات الجوهرية في العفو، في مسعى لتسميم العقول وتأليب الرأي العام. إن ما حدث ليس عفويا ولا اعتباطيا ولكنه خطة محكمة المراحل سهرت عليها جهات مغرضة.