هل فقد أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، رشده مثلما وقع لشيخه يوسف القرضاوي؟ فالرجل بعد أن رجع للمغرب كان يظن أن العالم سيهلل له، لكن وجد نفسه ضائعا، لا هو في عير العلم ولا نفيره، وبقي حبيسا للكتابات الصحفية التي تصفه ظلما بالعالم والفقيه المقاصدي، وللمرة الألف نقول عن الريسوني يمكن عده داعية وواعظا، فهو ليس عالما، فالعالمية مرتبطة بالصنعة في العلوم الإسلامية والفقيه مرتبط بالاجتهاد، في حين ما زال الريسوني وسيبقى يجتر ما كتبه القدماء وهل ينفع أن تزيل عن عجوز "الجلابة" وتلبسه الوزرة العصرية؟ من آخر إبداعات الريسوني قوله ينبغي السماح للجمهوريين بالانتظام في هيئة سياسية خاصة بهم، ولا ندري هل تعلم هذا النوع من الديمقراطية ف"الستاج" الذي أمضاه أخيرا في عاصمة الإسلام السياسي المتطرف الدوحة؟ أم جواب عن سؤال نفسي حيث كان الريسوني مطبعا حتى مع "مقدم الحومة" يوم كانت الحركات الثورية تغلي في المغرب؟ هل يريد أن يصبح ثوريا بأثر رجعي؟ فهو يتكلم كثيرا لأنه لم يكن يقدر أن يفتح فمه بكلمة واحدة في السنوات التي كانت فيها القوى التقدمية تضحي بالغالي والنفيس. ودعا الريسوني إلى السماح للشيعة بتأسيس جمعيات وكذلك المسيحيين والملحدين. وهذا أمر من الخطورة بمكان، ليس لخطورة الأديان والمذاهب الأخرى، التي استقبلها المغرب تاريخيا وتفاعل معها واحترمها وقدرها، ولكن لخطورة الموقف التفتيتي الذي نادى به والذي يخرق القانون وحتى العرف. إذا سمحنا لجمعيات من هذا النوع فهل سنؤسس جمعيات لأهل السنة والجماعة؟ إنها التفاهة فقط والجهل التام بقواعد القانون والجمعيات المدنية ودورها في المجتمع. ما كان على الريسوني طرحه هو حل الجمعيات الوهابية الدعوية وليس العكس. ومتى كان الريسوني محبا للشيعة؟ فرغم أنهم ترجموا كتابه "نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي" إلى الفارسية بعد أن أحنى الرأس وتوسل إليهم كثيرا عاد ليضرب في عقائدهم فندموا على ترجمة كتابه.