تفويت المغرب للعثمانيين الجدد كما تكسرت صخرة العثمانيين على حدود الدولة المغربية المستقلة تكسرت صخرة العثمانيين الجدد. لقد مات آخر سلاطين الخلافة العثمانية وفي حلقه غصة الانكسار التاريخي على الحدود المغربية، حيث حاولت فيالق الدولة العثمانية دخول المغرب في أكثر من مرة بل لم تنم في يوم من الأيام دون أن تفكر في فك عقد المغرب. ووصلت إلى حدود المغرب وتوقفت هناك، وكانت ضربة للإمبراطورية التي غزت العالم. وبعد أن أنهى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة العثمانية وأسس الدولة التركية المدنية لم تنته أحلام العثمانيين في العالم. والعثمانية فكرة وليست انتماء عرقيا. فأسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين وكان هدفها الرئيسي هو استعادة الخلافة التي سقطت في إسطنبول. وعمل التنظيم الدولي جهده على إيجاد موقع قدم في العالم لتنطلق منه جيوش الخلافة لكنه فشل. وبعد التطورات التي حصلت في العالم وبما أن التنظيم الدولي لم يبدع شيئا وظل تنظيم صفقات من أجل التمكين، غير التنظيم من رؤيته لاستعادة الخلافة الضائعة، وكما أن القوى الاستعمارية الراعية له لم تعد تؤمن بالاحتلال العسكري وفضلت عليه الاحتلال عن طريق المؤسسات الاقتصادية، فالتنظيم الدولي هو أيضا تبنى الغزو الاقتصادي والتمكين عن طريق الشركات وبناء الهولدينغات. وبما أن العثمانيين لم يتمكنوا من احتلال المغرب في يوم من الأيام فإنهم اليوم يفكرون جيدا في العودة إليه، لكن هذه المرة عن طريق التمكين، ولا نجترئ على أحد إذا استعملنا المصطلح المذكور في المغرب، فعزيز الرباح، القيادي في العدالة والتنمية ووزير التجهيز والنقل هو الذي استعمل هذا المصطلح بعد حصول الحزب على الرتبة الأولى. فبعد أن شعر الحزب الإسلامي أنه تمكن في المغرب رأى أن الفرصة مواتية لتحقيق أمجاد الخلافة العثمانية، التي ليس بالضرورة فيها سلاطين وعساكر ولكن فيها أفنديات يلبسون الوزرات الغربية لكن عقولهم مركزة على دولة الخلافة. ومن غريب الصدف أن الشخص الذي أعلن عن التمكين في المغرب هو نفسه الذي أراد التمكين للعثمانيين الجدد، عبر منحهم امتيازات كثيرة يحتلون من خلالها الموانئ والمطارات وكأنه لا توجد مقاولات في المغرب قادرة على القيام بمثل هذه الأعمال؟ وقد حاول صاحب التمكين من تفويت المغرب للعثمانيين الجدد، وتحقيق أمنيتهم التي لم يحلموا بها ولديهم أكبر قوة عسكرية إمبراطورية في العالم وصلت إلى شمال أوروبا. لكن من طبيعة المغرب أن يكسر شوكة العثمانيين وإن كانت المهمة هذه المرة صعبة لأن من بين بني جلدتنا من يريد إعانته على الاحتلال. والقاسم المشترك بين الإخوان المسلمين وفروعهم هو الاستعداد لتسليم البلد بأي ثمن حتى لو كان دراهم معدودات، وها هو خيرت الشاطر رجل الإخوان القوي يسعى إلى بيع مصر بالجملة لا بالتقسيط. يمكن للإخوان اللعب في أي بلد إلا المغرب فهو الصخرة التي انكسرت عليها سيوف العثمانيين.