احتمالات فرز جديد للأغلبية والمعارضة وتبادل مواقع بين الاستقلال والأحرار ما زالت الأغلبية الحكومية تعيش حالة شد قوية يبدو معها إيجاد مخرج للأزمة السياسية مستبعدا، حيث أحرق شباط كل سفن العودة بعد أن رفع سقف مطالبه، وتشبث بنكيران برفض الحوار مع شباط لأن مذكرته تتضمن السباب والشتائم كما قال، في حين يصر شباط على أنه لا رجوع للحكومة إلا بالاستجابة لمطالبه، بل إن الأمين العام لحزب الاستقلال يقول إن الموضوع بيد المجلس الوطني في انتظار الحسم الدستوري في مذكرته. وأمام هذا الوضع خرج صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، عارضا خدماته على بنكيران، فلا يهم أن يقول مزوار إن الحكومة عليها تقديم استقالتها ويطالب بانتخابات سابقة لأوانها، وهي كلها أمور لا تقدم جديدا في حل الأزمة، لكن أهم ما قاله مزوار، خلال حديثه في منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء، هو أنه لا يهمه الدخول أو الخروج من الحكومة ولكن يهمه المنهجية والأهداف، وهو كلام لا يحتاج إلى تأويل بقدر ما يفيد أن مزوار مستعد للعب دور الاحتياط في فريق بنكيران. وكان التجمع الوطني للأحرار قد حسم توجهه في المؤتمر الاستثنائي المنعقد بمراكش، حيث تبنى الليبرالية المجتمعية، لكن يظهر أنه عاد من جديد ليصبح مكملا للأغلبيات رغم أن الانتخابات التشريعية السابقة قد منحته موقعا مهما في المشهد السياسي باعتباره القوة السياسية الثالثة. ومن المحتمل اليوم بعد عرض مزوار وهرولة الاتحاد الدستوري نحو الحكومة قبل أن يطلب منهم أحد ذلك أن يتم تشكيل قطب جديد يضم العدالة والتنمية والحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار إضافة إلى الحزبين المكملين التقدم والاشتراكية والاتحاد الدستوري. وإذا تم تشكيل أغلبية من هذا النوع ستجد أمامها معارضة مشكلة من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي ضم حزبين يساريين آخرين، وحزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة. فالتجمع لم يجد نفسه في المعارضة، وبقي كمن يعيش بين كرسيين، لا هو في المعارضة ولا هو في الحكومة يعني بلا كرسي وهو وضع صعب.