قال سمير بنمخلوف المدير العام لشركة مايكروسفت المغرب، إن 60 في المائة من المهن التي سيمارسها البشر في الخمسين سنة المقبلة غير معروفة، وأن 50 في المائة من المهن التي تمارس اليوم تحتاج إلى الإلمام بالتكنولوجيا الحديثة. وأوضح بنمخلوف خلال لقاء نظم أول أمس الثلاثاء بالرباط للتوقيع على اتفاقية بين وزارة التربية الوطنية وشركة "مايكروسوفت"٬ أن الشركة منخرطة في مشروع إدماج التكنولوجيا في التعليم، مشيرا إلى أن هذه الشراكة تمكن من وضع رهن إشارة وزارة التربية الوطنية "كافة الآليات الضرورية لدمقرطة تكنولوجيا الإعلام والاتصال في الوسط التربوي". وعرف هذا اللقاء تدشين مشروع ترحيل الأرضية التعليمية "تعليم.ما" إلى مايكروسوفت "أوفيس 365" من أجل استهداف 7,5 ملايين تلميذ وعضو بهيئة التدريس والإدارة بهذه الوزارة، ويتوفر "أوفيس 365" للتعليم٬ المندمج في أرضية "تعليم.ما"٬ على نسخ إلكترونية لخدمات الاتصال والتعاون لآخر جيل من مايكروسوفت٬ مثل "شيربوينت" بالنسبة إلى معالجة الوثائق و"لاينك" بالنسبة إلى المؤتمرات عبر الإنترنت. من جانبه اتهم وزير التربية الوطنية محمد الوفا الأطر التربوية بكونها مسؤولة عن إغلاق الأقسام الوسائطية، موضحا أن الوزارة قامت بما يلزم من أجل توفير الإنترنيت في المؤسسات التعليمية، مشددا على أن المدرس يبقى هو الفاعل الأساسي في إدماج المعلومات. وقال الوفا إن التعليم المغربي يعيش اليوم مرحلة مفصلية، فهو لم يتمكن من مواكبة الإصلاحات الكبرى التي أطلقها منذ الاستقلال ليصبح في مصاف الدول الرائدة، كما أنه ليس تعليما متخلفا عن ركب التقدم، وأضاف أن المغرب لديه وسائل تكنولوجية يمكن أن توصله إلى مراتب متقدمة عالميا، مشيرا إلى أن أغلبية المغاربة لديهم أجهزة "الأيباد" و"الأيفون"، التي قال إنه لا يعرف كيف تدخل إلى المغرب، قبل أن يعقب "الحمد لله أنه ليس بيننا اليوم وزير المالية ومدير إدارة الجمارك". وتهدف الاتفاقية٬ التي وقعها وزير التربية الوطنية محمد الوفا والمدير العام ل"مايكروسوفت" المغرب سمير بنمخلوف٬ أيضا إلى تكوين ومنح شهادات لنحو 300 ألف من الأطر البيداغوجية خلال الأربع سنوات المقبلة٬ من خلال إحداث مراكز للتكوين "مايكروسوفت إت أكاديمي". وبموجب هذه الشراكة٬ تلتزم "مايكروسوفت" أيضا بتكوين 500 مكون ممتاز بوزارة التربية الوطنية وإطلاق برنامج منح الشهادات في الإعلاميات وتكنولوجيا الإعلام والاتصال من أجل التعليم في 137 مركزا ل"إت أكاديمي". وتم خلال هذا اللقاء الذي حضره مدير وكالة تقنين الاتصالات والرئيس المدير العام لاتصالات المغرب عبد السلام أحيزون وبرلمانيون ومنتخبون، تدشين أحد مراكز "مايكروسوفت" لتكنولوجيا الاتصال في المركز المغربي- الكوري للتكوين في تكنولوجيا الإعلام والاتصال٬ وذلك خلال مراسم التوقيع على هذه الاتفاقية. كما تم تقديم الحملة التواصلية حول الحقيبة الخاصة بموارد برنامج "جيني"، التي تبتغي بالأساس إخبار وتحسيس الفاعلين التربويين باستراتيجية وحصيلة برنامج "جيني"، وتمكين كل المشتغلين في الحقل التعليمي من مجزوءات التكوين وموارد رقمية مماثلة للبرامج التدريسية ودلائل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في التعليم التي تم تطويرها من طرف خبراء في هذا الميدان. كما عرف اللقاء كذلك انطلاقة مشروع توسيع عرض التكوين في الاستعمال البيداغوجي لتكنلوجيا المعلومات والاتصالات من خلال التعليم عن بعد، لفائدة الأطر التربوية، الذي يرومُ ضمان تكافؤ ولوج منصف لعرض التكوين واستعمال التكنولوجيات الحديثة في المجال التربوي. كما سيمكن من توفير قاعدة وطنية للتبادل والتعاون وتكثيف مجهودات كل المتدخلين في مجال إدماج تكنولوجيا المعلومات.