شهد مركز بوفروج الرابط بين سطاتوبرشيد على مستوى الطريق الوطنية رقم 9 بعد زوال أول أمس السبت الماضي مشاهد وصفت بالمروعة شبيهة بمشاهد الأفلام الهوليودية، حين هاجمت عصابة مدججة بالسيوف حوالي خمسين مواطنا كانوا على مثن حافلة للنقل العمومي. وقد خلف الحادث هلعا وخوفا وإغماءات بين صفوف الركاب الذين اختلفت أعمارهم وأجناسهم، وكان المهاجمون قد اقتحموا الحافلة وأخضعوا ركابها لحصص من التعنيف الجسدي، أصيب إثرها مساعد السائق بجروح متفاوتة الخطورة إثر طعنات سيف استهدفت رأسه وكتفيه، كما لم ينج من هذا الاعتداء الشنيع سائق الحافلة الذي نال بدوه نصيبه من هذا الاعتداء حين أصيب بجروح وكدمات خطيرة على مستوى اليدين، ولولا الألطاف الإلهية وتدخل بعض المواطنين من مستعملي الطريق المذكورة وكذا عدد من الرعاة الذين كانوا قريبين من المشهد الذين قاموا بمحاصرة الجناة وإلقاء القبض على إثنين منهم لَخَلَّف الحادث خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. ويضيف شهود عيان، أن المواطنين كبلوا المجرمين وطوقوهما بسلسلة بشرية وسلبوهما السيوف، فيما أخطر شيخ المنطقة الذي حضر رفقة مقدم الدوار وحالا دون الاستمرار في تعنيف المجرمين مخافة قتلهما، وفور ورود نبإ الاعتداء المسلح على الحافلة انتقلت عناصر الدرك الملكي بسرية برشيد حيث ألقوا القبض على عنصري العصابة الموقوفين "ل. م" عمره 32 سنة و"ر.ش" صوب عمره 31 سنة ينحدران من الحي الحسني ببرشيد، إلى مقر السرية، وتم الاستماع إلى ركاب الحافلة وسائقها ومساعده والمتهمين الإثنين وفق محاضر قانونية، فيما حررت مذكرة بحث وطنية في حق المتهمين الفارين من أفراد العصابة، وتحت إشراف وكيل الملك ببرشيد تم إيداع المتهمين تحت الحراسة النظرية بمقر الدرك، على أن تتم إحالتهما على أنظار ممثل الحق العام بمحكمة برشيد خلال اليومين المواليين. مصادر "النهار المغربية" أكدت أن الحادث بدأت فصوله الأولى حين عمد أربعة أشخاص من ذوي البنيات القوية على الوقوف بجنبات الطريق الوطنية المذكورة على مستوى المخرج الجنوبي لمدينة برشيد، حيث أشاروا على سائق حافلة للركاب قادمة من منطقة مولاي يعقوب تجاه مدينة سطات، وحين صعودهم الحافلة أخذوا المقاعد الخلفية، وما أن وصلت الأخيرة إلى مكان خال من المارة وبالضبط على مستوى دوار الحساسنة بجماعة الحساسنة قرب محطة القطار بوفروج، حتى استخرج المهاجمون سيوفهم وتوجه أحدهم مباشرة صوب سائق الحافلة ومساعده فيما توجه الآخرون صوب باقي الركاب ومحاصرتهم شاهرين سيوفهم، لتعم حالة الرعب والفوضى والهستيرية التي ذهب ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء، ليشرع المهاجمون في تهديدهم مطالبين من السائق ومساعده منحهم المبالغ المالية التي تخص عائدات الحافلة لهذا اليوم "روسيطا"، وأمام رفض مساعد سائق الحافلة الأمر وضع احد افراد العصابة سيفا على رأس الضحية فيما عمد عنصر الآخر إلى الانقضاض على مقود الحافلة وتوجيه لكمات عنيفة إلى السائق ووضع سيف على عنقه، قبل أن يضطر إلى توقيف الحافلة في المنطقة المذكورة، لينخرط كل من السائق ومساعده في عراك عنيف مع العناصر الأربعة للعصابة الإجرامية أصيب على إثره المساعد بجروح متفاوتة الخطورة بواسطة سيف على مستوى الرأس والكتفين فيما أصيب السائق بجروح وكسور على مستوى يديه وكدمات متفاوتة الخطورة في أنحاء متفرقة من جسمه تدخل على إثرها بعض المواطنين من مستعملي الطريق وعدد من الرعاة الذين كانوا قريبين من مكان الحادث. وللإشارة فقد تحول هذا المقطع الطرقي إلى بؤرة سوداء في وجه مستعملي الطريق وسكان المنطقة بفعل الانفلات الأمني الذي أصبح يعرفه، وقد نددت العديد من الفعاليات الجمعوية بالأمر محذرة من تفاقم الوضع وتأثيره المباشر على حياة المواطنين وممتلكاتهم في غياب دوريات للدرك الملكي.