رفضت المرأة التجمعية حضور نشاط حزبي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ولم ينفع في ذلك الاتصالات التي أجراها صلاح الدين مزوار، رئيس الحزب، شخصيا بمسؤولات بالقطاع النسائي وطنيا ومحليا احتجاجا على الظروف التي يعيشها التجمع وانفراد مزوار باتخاذ القرارات وتغييب مؤسسات وهياكل الحزب ومنظماته الموازية التي أصبح مزوار يكتفي بإخبارها حسب قيادية في التجمع. من جهة أخرى، رفض نواب ومستشارون برلمانيون وقياديون في الحزب ورجال أعمال دفع واجبات الاشتراك الشهري احتجاجا على ما أسموه غياب رؤية واضحة لصرف مالية الحزب وفي غياب الشفافية. إلى ذلك، نشبت صراعات بين مزوار وبين رشيد الطالبي العلمي، القيادي في الحزب وعضو فريقه البرلماني بمجلس النواب، وذلك على خلفية تعيين الطالبي ناطقا رسميا باسم الحزب، حيث بدأ رئيس الحزب يشعر بالتهميش الإعلامي. وفي السياق ذاته، مازال قياديون في التجمع يقودون حملة ضد مزوار حيث تم عقد العديد من التجمعات في اتجاه المطالبة بعقد مؤتمر استثنائي وإجبار مزوار على الخضوع للأمر الواقع. وكانت لجنة الإنقاذ والتغيير داخل حزب التجمع الوطني للأحرار قد أصدرت بلاغا ناريا حمل عنوان "الحزم والحسم" انتقد فيه مجموعة مما سماه "الاختيارات المهزوزة للقيادة الحالية للتجمع، والتي أدت إلى تجميد رصيده السياسي بسبب حساباته الخاطئة والتبعية العمياء والعبث بقيم الحزب ومبادئه". وأشار بلاغ اللجنة المذكورة، إلى أن الحزب أصبح يختزل في شخص صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار "الذي تجاوز حتى باقي أعضاء المكتب السياسي الذين يعتبرهم مزوار أعضاء من الدرجة الثانية ولا علم لهم بما يقع داخل الحزب". وأضاف البلاغ أن "المناضلين والمناضلات مصرون على إنقاذ الحزب والعودة إلى الديمقراطية الداخلية من أجل إيقاف النزيف ونزع الأورام التي سرت في جسد الحزب". وكانت مصادر من حزب التجمع الوطني للأحرار أشارت إلى أن مشاورات جارية على قدم وساق قصد الترتيب للانقلاب ضد صلاح الدين مزوار، رئيس الحزب، ويتجه التجمعيون نحو اختيار نجيب الزروالي، أحد أقطاب حزب الأحرار وسفير المغرب السابق بتونس، خلفا لمزوار، الذي أصبح لا يمثل سوى أقلية قليلة داخل الحزب، حيث أوصلت رئاسته الحزب إلى وضعية صعبة، ويتهم التجمعيون مزوار بأنه انعزالي وليس رجل الحوار حيث أغلق أبواب التجمع في وجه مناضلي الحزب من القمة والقاعدة بالإضافة إلى أنه خلق مشاكل عديدة للحزب خصوصا فيما يتعلق بالعلاقات مع الأطراف السياسية، وحول إدارة الحزب إلى سلطة لخنق أعضاء الحزب بمن فيهم القيادة.