بعد يوم واحد من القرار الذي اتخذته قيادة التجمع بإسناد مسؤولية تسيير شؤون الحزب إلى صلاح الدين مزوار عضو المكتب التنفيذي ووزير الاقتصاد والمالية التأمت قيادة التجمع بالإضافة إلى البرلمانيين حيث تم التداول في سبل التدبير الديمقراطي للشؤون الحزبية علا شأنها أودنا، كما قرر اللقاء، الذي انعقد في منزل رشيد الطالبي العلمي عضو المكتب التنفيذي ورئيس جهة طنجةتطوان، اعتماد آليات الديمقراطية في اختيار المرشحين للمسؤوليات. وفي السياق ذاته علم موقع "زابريس" أن قيادة التجمع سوف تجتمع مباشرة بعد افتتاح الدورة البرلمانية قصد اختيار الأشخاص الذين سيتولون المهام بمجلس النواب، سوف تنتخب القيادة التجمعية رئيس الفريق ومن يتولى رئاسة لجنة برلمانية ونواب الرئيس وأمناء المجلس وغيرها من المسؤوليات، وحسب مصدر حضر اللقاء فان قيادة التجمع اتفقت على القطع مع أساليب التعيينات. يذكر أن مصطفى المنصوري، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار،استسلم للضغط الذي مارسه التيار الإصلاحي داخل الحزب بقيادة صلاح الدين مزوار، وفوض الاختصاص بتدبير مرحلة ما قبل المؤتمر لمزوار. وكانت الجلسة التشاورية التي عقدها أغلبية أطر التجمع الوطني للأحرار وبرلمانييه مساء أول أمس بفندق حسان بالرباط آخر فرصة أمام المنصوري من أجل الدفاع عن نفسه في مواجهة التيار الإصلاحي غير أن الجلسة تحولت إلى فضاء أمطر فيه كل من صلاح الدين مزوار والمعطي بنقدور أذن المنصوري الذي كان يتقاسم معهم نفس الطاولة بوابل من الانتقادات تحمله مسؤولية تراجع الحزب. قال صلاح الدين مزوار أمام كل الحاضرين إن تدبير الحزب يتم بدون توجيه،وإن مصطفى المنصوري كذب عندما قال إنه لم يطلع على مضمون وثيقة تقضي بتنازله عن التسيير لفائدة أحد أعضاء المكتب التنفيذي (مزوار نفسه)،واستمر على نفس المنوال إلى أن قال إن هناك قناعة لدى أغلبية أطر الحزب بأن طريقة تدبير المنصوري كانت غير سليمة، وبأن الرئيس لم يكن يفعل الأجهزة. " أتأسف لما يقوله المنصوري بأننا كحزب لا يمكن أن نفرض على مناضلينا في الأقاليم احترام تحالفاتنا على المستوى المركزي..هل هذا حزب؟ بصراحة أقول للرئيس ولا أضغط عليه أن هذا المد الإصلاحي الجارف لن يتوقف" هكذا تحدث مزوار. قبله قال المنصوري إن نداء الإصلاح ينبغي أن يناقش وإن الأخطاء التي ارتكبها الحزب كانت تتحملها القيادة بشكل جماعي،وإن مسألة التحالفات على المستوى المحلي تدبر بشكل محلي ورغم تصفيقات القاعة إلا أن ذلك لم يكن كافيا للتأثير على الحاضرين. في نفس الاتجاه ورغم أن المنصوري دعا الجميع إلى مساندة ترشح بنقدور لرئاسة الغرفة الثانية إلا أن هذا الأخير لم يبخل في انتقاد الرئيس قائلا إنه لم يوفر لا الوسائل ولا الإمكانيات من أجل مساندة مرشحي الحزب،ولم يكن الجو ملائما للعمل داخل مقر الحزب. تواصلت الجلسة التي سبقتها ليلة بيضاء إلى أن قام المنصوري برفع الجلسة عندما حاول بعض الحاضرين التدخل تجنبا للتمييع،حسب قول المنصوري. بعد حوالي 20 دقيقة من رفع الجلسة عاد المنصوري ليعلن استسلامه وتحوله إلى " رئيس دون حقيبة " ويزف للحاضرين نبأ تكليف صلاح الدين مزوار بالإشراف على هياكل الحزب وتنفيذ مقرراته،وكذا التحضير للدورة المقبلة للمجلس الوطني.