قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة إنه لم يكن مستعدا لرئاسة الحكومة لأنه ليس مثل لاعب يستعد للمشاركة في مسابقة. هذا ما قاله رئيس حكومتنا في حوار مع تلفيزيون فرنسي. فإلى أي حد كان بنكيران صادقا فيما قال؟ وهل من المقبول أن ينبري حزب لتسيير الشأن العام دون أن يكون مستعدا لذلك؟ أليس في كلام بنكيران مغامرة؟ ألا يستوجب ذلك التحجير عليه؟ وهل الحكومة معهد للتدريب؟ قبل أن نجيب عن هذه الأسئلة نذكر بنكيران ولا نتهمه في أخلاقه وسلوكه، بأنه قبل الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها وقبل أن يصبح رئيسا للحكومة ببضعة أشهر، سأله صحفي في البرنامج الشهري حوار بالقناة الأولى عن استعدادات الحزب لتولي تسيير دفة الشأن العام في حالة الفوز بالانتخابات فرد بنكيران "أنا موجود من دابا" ونفخ صدره ردا على الصحفي قائلا له "واش حكرتيني"، مكررا مرة ثانية وثالثة أنا موجود من دابا. وقال خلال الحوار المذكور "إذا اختارنا المغاربة غادي نوريهم علاش حنا قادين في الستة أشهر الأولى"، بما يوحي أن بنكيران كان واثقا من نفسه ومن حزبه ومن القدرة على تسيير الشأن العام، حسب ما هو مفهوم من كلامه، إلا إذا كان بنكيران يخادع الشعب فتلك قضية ثانية. بين قول بنكيران إنه مهيأ للحكم وموجود من الآن وبين قوله أنا لست لاعبا يستعد للمشاركة في مسابقة وأنه لم يكن مستعدا، مسافة زمنية في عمر الدول تعتبر طويلة جدا لأنها ترهن أجيالا بإجراءات قد تكون كارثية. هل كان بنكيران في حاجة إلى مدة فاقت السنة من التدبير ليكتشف أنه لا يفهم شيئا في الحكم؟ وما سر هذا التناقض؟ هل كان بنكيران "يضحك" على المواطنين؟ ألا يبيح القانون للناخب أن يقاضي بنكيران بتهمة الخديعة؟ أليس من حق من صوت على حزب العدالة والتنمية لأن زعيمه موجود للحكم أن يقاضيه بعد أن اكتشف أنه "خبز ربي في طبقو"؟. كيف تسنى لبنكيران كل هذه الجرأة ليقول "مكنعرفش"؟ وكثرة الهم تضحك. فما قاله بنكيران يحيل على فيلم عادل إمام النوم في العسل حيث الكل "مكيعرفش"، يظهر عادل إمام في دور رئيس مباحث القاهرة الذي يكتشف وباء يسبب العجز الجنسي للرجال في القاهرة بمن فيهم نفسه وتحاول الحكومة إخفاءه بطريقة كله تمام خوفا من مجابهة المشكلة ويرفض مجلس الشعب ووزارة الصحة التحقيق فيه ويلتقي بصحفية شابة " شيرين سيف النصر" تحاول نشر الموضوع في الصحافة، ولكنها تصطدم بمعارضة رؤسائها. فأمام بنكيران اليوم خياران أحلاهما مر. فإما النوم في العسل على طريقة "مكنعرفش" أو التحلي بالشجاعة ليقول للمغاربة أو على الأقل الناخبين الذين بوؤوا حزبه الرتبة الأولى "لقد خدعتكم وأعتذر منكم وأقدم استقالتي"، حينها يمكن أن يغفر له الناس ولا تتم متابعته بتهمة الخديعة.