لوح نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية بالخروج من حكومة عبد الإله بنكيران في حال تم إجراء أي تعديل حكومي غير متوافق عليه داخل تحالف الأغلبية، وقال بنعبد الله خلال ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء الذي نظم أمس الثلاثاء حول موضوع "حزب التقدم والاشتراكية أمام تحدي انسجام الأغلبية الحكومية " إن الأغلبية مطالبة بالحفاظ على الحد الأدنى من التماسك والانسجام والمسؤولية٬ مشيرا إلى أنه لا يمكن التواجد في الأغلبية والمعارضة في وقت واحد، دون أن يحدد المعني بخطابه، قبل أن يهاجم شباط مباشرة، وهو يقول "إنه يتعين على بعض مكونات الأغلبية أن تختار بين الالتزام بالتحالف الحكومي أو اللجوء لخيارات أخرى". وبدا بنعبد الله منفعلا وهو يرد على تساؤلات القاعة، خصوصا وهو يدافع عن حكومة بنكيران، في مجال المناصفة، وقال إن رئيس الحكومة لا يتحمل أي مسؤولية في اقتصار الفريق الحكومي على امرأة واحدة، واعترف بنعبد الله بأن حضور المرأة كان دون المستوى، معترفا بمسؤوليته في هذا الباب، وقال إن العدالة والتنمية على الأقل قدمت امرأة واحدا، أما باقي الأحزاب فلم تقدم شيئا، وحذر القيادي التقدمي من اللعب بالنار، ومحاولة التلويح بالربيع العربي كلما كانت هناك أزمة، موضحا أن المغرب دبر المسار الإنتقالي بشكل انتقالي، وقال إن من يقارن المغرب بما يحدث في مصر وتونس يلعب بالنار، محذرا من الإنحراف عن مسار البناء التدريجي ومحاولة بث خطاب التيئيس، وقال بنعبد الله إن المغرب له خصوصياته وإيجابياته، ولديه مؤسسة ملكية تحضى بالإجماع، مشيرا إلى حزبه لن يشارك في حكومة تعمل في اتجاه آخر، لم يحدده. إلى ذلك قال الوزير التقدمي إن حكومة بلا حزب التقدم والإشتراكية لا يمكن أن تنجح، وقال إنه لو لم يكن حزبه في هذه الحكومة لفقدت هويتها المجتمعية، مشددا على أنه صمام أمان الحريات. إلى ذلك وجه بنعبد الله خطابا شديد اللهجة لحزب الإستقلال، وقال إن حزبه لم يقل كلمته في ما يخص التعديل الحكومي، وأوضح أنه حين تأتي المناسبة سيعبر عن رأيه بكل وضح، قائلا، إن حزبه لم نعبر عن رأيه، لكن من الآن أقول، " ماغاديش نجلس مع من والا، وماغاديش نشتغل مع من والا"، ودعا بنعبد الله إلى تفادي خطاب الفرجة، والإرتقاء بالنقاش السياسي، مشددا على أن أي تعديل حكومي لابد أن يأتي في سياق واضح ومقبول ولا يمكن أن يكون فقط لجبر الخواطر أو إرضاء أي طرف كيفما كان وزنه. ونفى بنعبد الله أن يكون غازل بنكيران أو حزبه في أي وقت من الأوقات، وقال إنه انتقد رئيس الحكومة في كثير من الأمور، من بينها دعوته إلى تحمل المسؤولية في نسق الجد، والإهتمام بالأشياء العميقة، وأن يخرج الإصلاحات الحقيقية ويكون جوابه بالإصلاح، وقال بنعبد الله إن حزبه يترفع عن المواجهة بالسب والشتم و"تخراج العينين" على حد قوله، مشددا على أن الإختلاف يجب أم يكون في الملفات الأساسية مثل المناصفة والمقاصة والتقاعد، قبل أن يردف أنه حين يتم فتح النقاش حول هذه الملفات، الله أعلم ماذا سيكون موقف حزبه، مشددا على حزبه يعمل في إطار أهداف استراتيجية وديمقراطية واضحة. إلى ذلك استغرب بنعبد الله مواقف بعض الجهات التي تقبل بالتحالفات الوطنية وترفض التحالفات المحلية، وقال إنه لا يمانع من عقد تحالفات خلال الإنتخابات المحلية المقبلة مع العدالة والتنمية، بما ألأنه مشارك في التحالف الحكومي، موضحا ان عانى من تبعات هذا التحالف خلال الإنتخابات الجزئية الأخيرة حين فقدمقعدا كان في المتناول بشيشاوة، قبل أن يضيف أنه لا يأخذ شيئا ببلاش"، وأنه مشارك في الحكومة وفق برنامج حزبي واضح ومضبوط، نافيا أن يكون حزبه مجرد مكمل أو يمارس دور العسس داخل الحكومة الحالية، قبل أن يضيف أن مصلحة البلاد تقتضي أن يكون حزبه في هذه الحكومة، مشددا على أن التقدم والإشتراكية لا يدافع عن الكراسي بقدر ما يدافع عن مستقبل البلاد، وشدد القيادي التقدم أن حزبه يلعب دورا كبيرا في عدم انراف المسار الديمقراطي، داعيا الجميع إلى مساعدة الحكومة الحالية على شق طريقها نحو الإصلاح والدمقرطة. وشدد بنعبد الله على ضرورة فتح نقاش عميق وجدي حول مضامين تنزيل الإصلاحات التي جاء بها الدستور الجديد وعلى رأسها القوانين التنظيمية المتعلقة بالجهوية والأمازيغية والمناصفة. وعاتب بنعبد الله من يتهم وزراء العدالة والتنمية بالجهل، ودعا إلى الإرتقاء بالخطاب السياسي، موضحا أن الحزب الحاكم تعلم الشيء الكثير خلال سنة، وسيتعلم وزراء الشيء الكثير قبل نهاية ولاية الحكومة الحالية، مستهجنا الخطاب السياسي الذي يعتمد لغة "مافيديكمش وما كتعرفو والو". وفي سياق عن اقوانين التنظيمية قال إن المسألة ليست بنفس السهولة التي يتصورها البعض، وقال إن هذه القوانين ليست مرتبطة برئيس الحكومة أو وزراءها، ولكن هناك مؤسسة ملكية لها أيضا حضورها وفق الدستور، مشددا على أنه ليس من حق أي أحد أن يزايد على هذه الحكومة وعلى رئيسها. وختم بنعبد الله بالقول إنه يتمنى أن يحضى بفرصة الخضوع لتكوين في المعهد العالي للتنشيط الثقافي والفن المسرحي حتى يتمكن من مسايرة الخطاب السياسي الراهن، وقال إنه يجد صعوبة في إيصال خطابه السياسي إلى الرأي العام، بسبب ما أسماها سياسية "القنية"، داعيا إلى تسويق خطاب عقلاني وإيجاد فضاء لتنوير الرأي العام.