دافع نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية" عن موقف حزبه داخل الأغلبية في الحكومة قائلا "حزب التقدم والاشتراكية ليس حزب الفرجة، ولا يمارس السياسة من باب الإثارة كما تقوم به بعض الأحزاب، ولا يدخل المغرب في متاهات"، مؤكدا أنه من داخل الأغلبية هناك حد أدنى من التماسك والانسجام والمسؤولية السياسية، مشيرا إلى أن المسؤولية الأولى التي يتخذها حزبه بعين الاعتبار هي أن يظل رئيس الحكومة فوق كل الاعتبارات. وقال بنعبد الله الذي كان يتحدث يوم الثلاثاء 15 يناير، خلال لقاء تواصلي بالرباط "إذا كان هناك من يريد التقليل من قيمة الحزب نقول له أنه يقوم بالعكس، وأن حزبنا يعمل بجدية ونضج، لأن المغرب في أمس الحاجة لأن يحافظ على جو سياسي سليم، ونتمنى من جميع الفرقاء السياسيين ومنهم من في الأغلبية أن يعملوا لصالح المغرب". وفي سياق موضوع اللقاء الذي تمحور حول "حزب التقدم والاشتراكية أمام تحدي انسجام الأغلبية الحكومية" أكد بنعبد الله على أن هناك مكونات من داخل الأغلبية عليها أن تختار بين الحد الأدنى المطلوب في التحالف الحكومي أو اختيارات أخرى، مشيرا إلى أن جزءا من الخطاب السياسي يتعين على الحكومة والمعارضة مناقشته، ذلك أن من مسؤولية الحكومة ، حسب بنعبد الله، "أن تفتح نقاشا مع المعارضة، لأن النصوص التطبيقية في الدستور لا تهم بنكيران لوحده، بل تهم الحكومة ككل والحكومات القادمة". وعن موقف حزبه من خروج حزب "الاستقلال" إلى المعارضة قال بنعبد الله "لم أسمع أي موقف رسمي من حزب الاستقلال يقول إنه يريد الخروج إلى المعارضة، ما لاحظناه هو أن لحزب الاستقلال نبرة نقدية وهذا من حقه ولا أنازعه في ذلك، إلا أن حزبنا يظل حزبا "مستقلا"، أخد قراراته بشكل مستقل، وآخر قرار هو دخوله للحكومة والمساهمة فيها ولم يكن قرارا سهلا، إلا أن موضوع خروجنا عن الحكومة أمر غير مطروح". وأضاف بنعبد الله إلى حديثه "هناك التزام مشترك بين مكونات الأغلبية الحكومية لتهدئة الوضع السياسي، ونحن ندعو المكونات الأربع للأغلبية إلى الدخول في نقاش عميق بما في ذلك مذكرة حزب الاستقلال، كما يتعين علينا أن نساهم في صنع توافق حول التحولات الإستراتيجية لا أن ندخل في عراك عقيم". وأكد في حديثه على أن هناك مكونات داخل الحكومة ممن لم تساهم في تدبير الشأن السياسي، مشيرا إلى حزب "التقدم والاشتراكية" بإمكانه أن ينصهر في الحكومة دون أن يؤثر سلبا في مؤسساتها. وختم بنعبد الله قوله "إن أسهل طريقة لانتقاد الحزب هي أن تقول إنه يريد المحافظة على كرسي الحكومة، نحن في وضع صعب يهدد بالحزب، وهناك أوساط تنتقدنا وأخرى تساندنا، وأول من قال أن هناك انحراف في المسار الديمقراطي هو حزبنا، فليس لنا اعتبار للكراسي الحكومية، لأن مشاركتنا في الحكومة تساهم بقدر كبير في التوجه الحداثي".