استطاعت مدينة مراكش خلال سنة 2012٬ على غرار السنوات الماضية٬ أن تؤكد مكانتها المستحقة في المجالين الثقافي والفني٬ وذلك من خلال احتضانها٬ إلى جانب العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية والوطنية٬ لعدة تظاهرات ذات بعد ثقافي وفني تجمع بين السينما والأدب والفنون الشعبية والتراث الشفوي والروحي٬ أعطت لمدينة السبعة رجال الفرصة للتباهي بغنى موروثها الحضاري والثقافي. ولعل بروز مدينة مراكش في هذا المجال٬ يؤكد بحق الدور الهام الذي تضطلع به الثقافة٬ إلى جانب الفن٬ في تكريس الهوية بكل أبعادها وروافدها وتنوعها وغناها٬ والمساهمة بشكل كبير في تعزيز الانتماء للوطن ونشر قيم التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب. من أجل المساهمة في التعريف بالمكانة المتميزة التي تحتلها على الصعيدين الوطني والدولي في هذا المجال٬ احتضنت المدينة الحمراء ما بين 30 نونبر وثامن دجنبر 2012٬ الدورة 12 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ والذي حج إليه كبار الممثلين السينمائيين والمخرجين الوطنيين والدوليين. وتميزت هذه الدورة٬ التي حضرها 40 ممثلا هنديا٬ بالاحتفاء بالسينما الهندية٬ التي حلت برموزها من حجم النجم أميتاب باتشان٬ جايا باتشان٬ شاروخ خان٬ ريتيك روشان٬ بريانكا شوبرا٬ سريديفى٬ الى جانب حضور متميز لفنانين من مختلف جغرافيات الفن السابع. ومن أجل إقامة جسر للتواصل الثقافي والفني بين الشعبين المغربي والجزائري وتقريب هذا التنوع الثقافي والفني للجالية الجزائرية المقيمة بمراكش٬ احتضن مسرح دار الثقافة للمدينة الحمراء أنشطة موسيقية وفنية ومسرحية متنوعة وذلك في إطار الأيام الثقافية والفنية الجزائرية بالمغرب (من فاتح إلى سابع دجنبر 2012). وكان الهدف من هذه التظاهرة الثقافية٬ التي نشطها مجموعة من الفنانين الجزائريين٬ تعزيز أواصر الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين. ولرد الاعتبار للفنون الشعبية المغربية دأبت المدينة الحمراء كل سنة٬ منذ 1960٬ على الاحتفال بهذه الفنون بمشاركة مختلف الفرق الفلكلورية الشعبية المغربية٬ حيث يستمتع الجمهور وزوار المدينة بلوحات فنية متنوعة تحت إيقاعات وأشعار وأهازيج ورقصات شعبية متفردة تعكس التنوع الحضاري والثقافي لكل منطقة. وبغية فتح نافذة على الفنون العالمية وإعادة الإعتبار إلى مختلف أشكال الفرجة التقليدية المنتشرة في الساحات والفضاءات العمومية٬ مثل "فن الحلقة" المعروف بشكل خاص في ساحة جامع الفنا٬ استضافت الفضاءات العمومية بجهة مراكش–تانسيفت- الحوز ما بين 10 و17 يونيو الدورة السادسة للقاءات الفنية الدولية (فنون الشارع) "أوال ناغ" ? وذلك بمشاركة 100 فنان يمثلون دول فرنسا ? وبلجيكا ? وغينيا ? وإسبانيا ? وكوريا ? ومالي ? والشيلي وكولومبيا بالإضافة إلى المغرب. وقدم مهرجان "أوال ناغ " الذي يعني بالأمازيغية "كلامنا"٬ والذي يجسد التنوع الثقافي للمغرب٬ وانفتاحه على الحضارات الأخرى بفضل موقعه الجغرافي وإرثه الثقافي٬ عروضا تجمع بين فنون الشارع الأوربية والمحلية٬ مع إيلاء اهتمام خاص بالفنون الإفريقية والمتوسطية. ومن أجل إدخال نوع من الفرجة والإبتسامة إلى قلوب الساكنة المحلية وزوار المدينة الحمراء٬ استضافت مراكش ما بين 6 و10 يونيو الماضي ? الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفكاهة "مهرجان الضحك" وذلك بمبادرة من الفكاهي والممثل جمال الدبوز٬ شارك فيه ثلة من الفكاهيين المرموقين من فرنسا والمغرب والجزائر الى جانب كوميديين معروفين. وبمناسبة شهر التراث لسنة 2012 والذكرى الأربعين لتوقيع اتفاقية التراث العالمي من طرف منظمة اليونيسكو٬ نظمت المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة مراكش تانسيفت الحوز بتعاون مع المفتشية الجهوية للمباني التاريخية و محافظة كل من قصر البديع ومتحف "دار سي سعيد" و "دار الباشا" وجمعية المركز المتوسطي للبيئة بمراكش و مؤسسة البشير من 18 ابريل إلى غاية 18 ماي 2012 مجموعة من الأنشطة التراثية والفنية٬ تروم أساسا الاحتفاء بالتراث والموروث الثقافي المغربي المادي وغير المادي والتعريف به وتحسيس العموم وخاصة الناشئة منهم بضرورة وأهمية انخراط الجميع في الحفاظ عليه وصيانته. وتنفيذا لإستراتيجية وزارة الثقافة في مجال القراءة العمومية ودعم الكتاب والمبدعين وتقريب الكتاب وتشجيع تداوله من طرف شرائح واسعة من المواطنين فضلا عن خلق فضاء للتواصل بين المبدعين والقراء والتعريف بدور النشر المغربية وبجديد إصداراتها٬ نظíœمت المديرية الجهوية لوزارة الثقíœافة بمراكش بتعاون مع عدد من الفاعلين٬ مíœن 9 إلى 14 أكتوبر 2012 بفضاء ساحة 16 نونبر٬ المعرض الجهوي للكتاب في دورته الثالثة تحت شعار :"شغف المقروء"٬ وذلك بمشاركة مجموعة من دور النشر الوطنية و المحلية ومؤسسات حكومية وجامعية.....