قال كمال الديساوي عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء ورئيس جماعة سيدي بليوط إن على مجلس الولاية البيضاوية رئاسة وأغلبية ومعارضة أن يكون له تصورا شاملا للحفاظ على تراث هذه المدينة وفق التغيرات التي ستطالها تزامنا مع العديد من المشاريع والأوراش الإصلاحية والتنموية. وأكد الديساوي في اتصال هاتفي مقتضب له مع "النهار المغربية" صباح أول أمس أنه لو خيروه بين الاستغناء عن النافورة الموسيقية التي تؤثث فضاء ساحة محمد الخامس على حالتها الراهنة (النافورة)، وبين بناء المسرح الكبير المنتظر إنجازه لَفَضَّل بناء هذا المسرح الذي تفتقد إليه مدينة مليونية من حجم الدارالبيضاء نظرا لما تعج به هذه المدينة من طاقات إبداعية مسرحية وغنائية وأدبية وفنية بصفة عامة ونظرا لحاجة هذه المدينة إلى مسرح في مستوى وقيمة الدارالبيضاء وتاريخها الفني والثقافي ومستوى ساكنتها، وذلك لعرض هذه المؤهلات واستقطاب العروض الفنية والأدبية التي يبقى المشهد الثقافي البيضاوي في حاجة ماسة إليه، علما أن مشروع المسرح الكبير للدار البيضاء يبقى مشروعا تنمويا يتعدى ماهو ثقافي إبداعي إلى ماهو اقتصادي واجتماعي تنموي. واستطرد الديساوي في معرض حديثه ليؤكد أنه مع الإبقاء على هذه النافورة في المشهد العمراني للمجال ولو اقتضى الأمر أن تخلد هذه النافورة جنبا إلى جنب مع المسرح الكبير المرتقب إنجازه لمدينة الدارالبيضاء، وذلك في إطار تصور عمراني إيجابي لمجلس المدينة بهدف الحفاظ على موروثها الثقافي والعمراني أي تراثها. وفيما يتعلق بالدعوة التي دعت إلى تنظيمها شبكة جمعيات الدارالبيضاء للبيئة والتنمية المستدامة تحت شعار "ما تقيسش نافورتي" يوم السبت المقبل، للتحسيس بتاريخ هذه النافورة وتوقيع عريضة عملاقة ضد هدم هذه المعلمة، أكد الديساوي أنه من حق المجتمع المدني أن يدافع على بقاء هذه النافورة واستمرارها على الرغم من أنها ليست تراثا معماريا للعاصمة الاقتصادية كما يعتقد بعض البيضاويين، وذلك لكون تاريخ تدشينها يعود إلى ستينيات القرن الماضي ولا تدخل في إطار التراث المصنف، والأكثر من ذلك، يضيف الديساوي، أنها افتقدت إلى الجمالية والدور النفعي والإشعاعي الذي كانت تلعبه لفائدة المدينة مجاليا كما تعرضت معظم مؤثثاتها التحتية إلى الإتلاف جراء غياب صيانة لائقة بمعداتها. وأعلنت شبكة جمعيات الدارالبيضاء للبيئة والتنمية المستدامة عن تنظيم وقفة "ثقافية مناوئة لهدم هذه النافورة لحساب بناء المسرح الكبير للدار البيضاء، وذلك يوم السبت المقبل تحت شعار "ما تقيسش نافورتي"، حيث سيتم عرض تاريخ هذه النافورة وصور ذكرياتها إضافة إلى استطلاع للرأي وتوقيع عريضة عملاقة مناهضة لهدمها. وقال بلاغ لهذه الشبكة أن النافورة معلمة لها خمسون سنة من الوجود وهي جزء من ذاكرة الدارالبيضاء وزوارها، متناغمة مع محيطها المعماري ولا تحتاج سوى لإعادة التأهيل لكي تُظهرَ رونقَها التليدَ ووضاءتها النَّغوم إذا كان المسؤولون قد قرروا أن يمنحونا مَسرحا كبيرا هو جُزء من مُرَكب ثقافي، فليَكن ذلك، لكن يتعين أنْ يندمجَ في مُحيطه، بدلَ تدمير ما هو موجود خصوصا أن الأمر يتعلق بمَكان مُفعَم بالذكريات.