قالت مصادر متطابقة إن عزيز الرباح وزير النقل والتجهيز يصر على أن يبقي مناطق ورزازات وتتغير- زاكورة في الأطلس الكبير انطلاقا من مراكش في خضم المغرب غير النافع الذي كان الاستعمار الفرنسي رسم خارطته لتكريس التهميش واستغلال ما يراه مناسبا لصالحه، وذلك على الرغم من أن هذه المنطقة بالذات في ارتباطها بالطريق على ممر تيشكا تعتبر عالما تنمويا للسياحة ورافدا اقتصاديا مهما وجب فكُّ العزلة عنه بربطه مع مراكش ومنطقة سوس ماسة درعة عموما بشبكة طرقية في المستوى اللائق، وفي مقدمتها طريق رابط بين هذه المنطقة (تيشكا) وباقي المناطق في اتجاه الجنوب والجنوب الشرقي للمملكة، وهي الطريق التي ظلت مشروعا عالقا منذ عهد الاستعمار. وشددت المصادر ذاتها على أن إصرار عزيز رباح لا يتوقف عند ترك المنطقة في إطار المغرب غير النافع بل يتعداه إلى إصراره على استمرار الممر الشهير بصعوبة تضاريسه وافتقاره إلى طرق آمنة ممرا للموت والفواجع. وأكدت المصادر ذاتها على أن وزارة التجهيز مازالت تتلكأ في إخراج طريق سالكة بين تيشكا الوعرة تضاريسيا وباقي المناطق إلى الوجود، وذلك على الرغم من المآسي التي تعرفها هذه المنطقة بسبب حوادث السير المميتة التي تحدث على طريقها الضيقة. وأضافت المصادر أن وزارة رباح تبرر تلكؤاتها بارتفاع تكلفة حفر نفق جبلي لا يتعدى طوله عشر كيلومترات إلى عشرة ملايير درهم تارة، وتارة بضرورة الاتفاق بين كل الفاعلين في المشروع على حفر نفق واحد بأحد الجبال المؤثثة للمجال في المنطقة لإنجاز طريق مزدوج ذهابا وإيابا، وذلك في الوقت الذي تؤكد فيه دراسة ميدانية إمكانية حفر نفقين بالجبل ذاته لإنجاز طريقين منفصلين، واحد منها يربط بين المنطقة في اتجاه الجنوب ذهابا والثاني منهما يربط جنوب المغرب بالمنطقة في اتجاه مراكش، لكن بغلاف مالي لا يتعدى خمسة ملايير درهم في الأقصى على غرار الأنفاق الإسبانية الثلاثة، "براخيس" الذي أنجز في 2004 بتكلفة 270 مليون درهم و"غواداراما" الذي أنجز في 2005 بتكلفة 217 مليون درهم و"أبدالاخيس" الذي أنجز في 2007 بتكلفة 191 مليون درهم. وكانت حادثة السير المميتة الأخيرة التي ذهب ضحيتها ثلاثة وأربعين مسافرا عبر حافلة للنقل انقلبت بذات الممر في الثالث من شهر شتنبر الأخير قد خلقت جدالا كبيرا ومداخلات كثيرة لتحديد المسؤوليات، وكان من بينها اللقاء الذي جمع في الثاني والعشرين من شتنبر بين ممثلي عدد من جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة وممثلين من وزارة التجهيز ألح فيها ممثلو المجتمع المدني على ضرورة إخراج طريق في المستوى بهذا الممر، مشددين على مسؤولية الوزارة في إيجاد حل لهذه الطريق مع ضرورة برمجة مشروع تنموي يساير باقي المشاريع التنموية والأوراش الكبرى المتعلقة بتجهيز البنية التحتية الوطنية في أهميتها وأولوياتها، على غرار أوراش الطرق السيارة وورش خط القطارات الفائقة السرعة. واعتمد ممثلو المجتمع المدني في دفاعهم عن إخراج المشروع إلى حيز الوجود على الدراسة التي قام بها أحد المكاتب الأمريكية المختصة في 2004 ليعاد الارتكاز على نفس الدراسة التي تؤكد إمكانية حفر نفقين لإنجاز طريق تفك العزلة عن المنطقة من جهة وتحول "تيشكا" من ممر للموت إلى ممر، علما أن المدة الزمنية لإنجاز المشروع ستتراوح بين 7 سنوات إلى عشر سنوات. وتشبث الفاعلون الجمعويون حسب الزميلة "لافي إيكو" في اجتماعهم بممثلي وزارة التجهيز بكون تكلفة مشروع حفر النفق المذكور لن تتعدى 4.9 ملايير درهم منها 700 مليون درهم مخصصة لإعادة تهيئة الطرق التي ترتبط به، أي الطريقين الرئيسيتين 2017 و1510 إضافة إلى الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مراكش وورززات.