يعقد الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في أكتوبر المقبل جمعا عاما استثنائيا لانتخاب رابع أمين عام للنقابة خلفا لحميد شباط الذي انتخب السبت الماضي أمينا عاما لحزب الاستقلال خلفا لعباس الفاسي، وقالت مصادر متطابقة إن حالة من الترقب تخيم على أجواء النقابة، التي ظل يسيطر عليها جناح شباط، منذ الإطاحة ببنجلون الأندلسي، موضحة أن خديجة الزومي تعتبر أقوى مرشحة لشغل المنصب كأول امرأة تقود مركزية نقابية، ولم يعلن شباط حتى الآن موعدا للجمع العام، لكن المصادر رجحت أن يكون منتصف أكتوبر المقبل بعد افتتاح السنة التشريعية المقبلة، موضحة أن طريق الزومي لرئاسة نقابة الاستقلال لن يكون مفروشا بالورود، خاصة بعد بروز خلافات حادة بينها وبين شباط أدت إلى إبعادها من اللجنة التنفيذية التي انتخب أعضاؤها أول أمس الأحد، ولم تظهر أي معالم للتوجه العام داخل النقابة، وإن قالت المصادر ذاتها إنها ستظل تحت جلباب شباط، الذي ظل يعتبر النقابة السلاح القوي الذي يواجه به خصومه السياسيين، مشددة على أن أي اسم سيصعد لرئاسة النقابة يجب أن يحضى أولا بتزكية شباط، وهو ما يصعب مأمورية الزومي التي ظلت إلى وقت قريب أحد المقربين من شباط، قبل أن تفرق الانتخابات الأخيرة السبل بينهما، خصوصا أن الزومي لم تحدد موقفها من المرشحين، وهو الأمر الذي جر عليها غضب شباط وحلفه. وكانت الزومي أبدت انزعاجها من أن تدفع ثمن عدم مساندتها علانية لشباط، وهو الأمر الذي ظهر جليا من خلال إبعادها خارج لائحة أعضاء اللجنة التنفيذية التي تضم أغلب حلفاء شباط، وأوضحت المصادر أن القيادية في النقابة تملك قاعدة مهمة يمكن أن تستند عليها لسحب البساط أمام مرشح ثاني يدعمه شباط، موضحة أن النقابة ستكون فضاء آخر للصراح داخل حزب الاستقلال، وقالت المصادر ذاتها إن شباط لن يفوت فرصة مواصلة هيمنته على الذراع النقابي، إلى جانب هيمنته على الذراع الشبابي من خلال عبد القادر الكيحل الذي أعلن منذ انطلاق حملة انتخاب الأمين العام للحزب مساندة الشبيبة الاستقلالية لشباط، وهو ما كاد يؤدي إلى انشقاق داخل التنظيم الشبابي. من جهة أخرى، ينتظر كثير من الاستقلاليين تنفيذ وعود الأمين العام الجديد التي سبق أن قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية، ومن أهمها مطالبة بنكيران بإجراء تعديل حكومي، وقالت المصادر إن أول معني بهذا التعديل هو وزير الاقتصاد والمالية الذي دخل في صراع مفتوح مع شباط، وكان موضع اتهامات وجهها له الأخير في أكثر من مناسبة، ورغم استبعاد قياديين استقلاليين إمكانية المطالبة بتعديل حكومي آني، خصوصا أن الظرفية السياسية الحالية لا تستدعي مثل هذا التعديل، إلا أن علاقة شباط بالبركة قد تنعكس على الأداء الحكومي برمته، وأشارت المصادر إلى أن شباط مطالب اليوم بالانكباب على الملفات الكبرى التي تهم حزب علال الفاسي، بينها إعادة توحيد الصفوف، والانكباب على حل المشاكل العالقة التي تهدد الانسجام الحكومي، وتقديم تصور للمرحلة المقبلة، إضافة إلى إعادة النظر في طريقة تدبير الحزب وكشف ممتلكاته التي قال شباط نفسه إنها غير مسجلة في اسم الحزب.