تقود خديجة الزومي، المستشارة البرلمانية، والمصنفة رقم 2 في الذراع النقابي لحزب الاستقلال، انقلابا ضد حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، فيما يبدو أنه إعادة خلط للأوراق داخل البيت الاستقلالي أسابيع على عقد المجلس الوطني للحزب في شتنبر القادم، تقول مصادر استقلالية ل«المساء».
وحسب المصادر ذاتها، فإن نذر الانقلاب من داخل بيت الاتحاد العام للشغالين بدأت تلوح في الأفق بعد أن أشر حضور الزومي في اجتماع عقده عبد الواحد الفاسي على بداية اصطفافها في معسكر مؤيدي منافس شباط في السباق نحو منصب الأمين العام للحزب، مشيرة إلى أن أعضاء المجلس الوطني لحزب الاستقلال، المنتمين إلى منطقة الدارالبيضاء والشاوية والجديدة وآسفي، فوجئوا بحضور الزومي لاجتماع عقدوه مع عبد الواحد الفاسي، منافس شباط على الأمانة العامة، أول أمس الأربعاء ببيت رئيس المجلس البلدي لبرشيد.
وحسب المصادر ذاتها، فإن حضور الزومي اجتماع أعضاء برلمان الحزب، الذين قدر عددهم ب 200 عضو، قوبل بالترحيب من قبل الحاضرين، فيما كان لافتا حضور قيادات في الاتحاد العام، من أبرزهم مصطفى خلافة، ممثل النقابة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومصطفى نشيط، بالإضافة إلى رشيد أفيلال، عضو اللجنة التنفيذية، وعدد من أعضاء الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين وفي المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية، من بينهم خالد مستعين وياسين الموساوي.
مصادر «المساء» رأت في حضور وجوه قيادية في الاتحاد العام والشبيبة الاستقلالية والفريق الاستقلالي بالغرفة الثانية دليلا على أن هناك تيارا داخل النقابة والشبيبة لا يساير توجه شباط، وبداية لنسج تحالف بين الفاسي ورموز داخل القطاعين النقابي والشبابي اللذين يهيمن عليهما عمدة فاس.
وفيما اعتبرت مصادرنا أن خرجة الزومي تشير إلى أنها بدأت تعد لانقلاب داخل الاتحاد العام، وأن حضورها اجتماعا لأنصار الفاسي يثير أسئلة عدة عن سبب مشاركتها، قالت مصادر مقربة من المستشارة إن حضورها جاء بناء على دعوة من عدد من المستشارين، مؤكدة في اتصال مع «المساء» أن «الاجتماع لم تكن له خلفية وغير موجه ضد شباط، وأنها مع مصلحة الاستقلال». بينما اكتفى مصدر استقلالي بالتعليق على واقعة حضور الزومي اجتماع أنصار الفاسي ببرشيد بالقول:«قلبها مع الفاسي وسيفها مع شباط».
إلى ذلك، فجرت الزومي قنبلة من العيار الثقيل حين أعلنت في اتصال مع «المساء» زوال أمس الخميس عن مساندتها للفاسي في السباق نحو منصب الأمين العام، وقالت:«في المؤتمر كنت مع شباط والآن أنا مع عبد الواحد، وأتحمل مسؤوليتي، وأخال أن حق الاختيار مكفول لي، وأنه من غير الضروري أن تصبح الزومي «فوطو كوبي «لقرار ما»، مشيرة إلى أن شباط رغم تأييدها له في المؤتمر السادس عشر فقد كان يشكك في الأمر، «والآن حصلت على نوع من الحرية». الزومي كشفت أن حضورها اجتماع مؤيدي الفاسي كان استجابة لإلحاح عدد من المستشارين عليها بقبول الدعوة. وأضافت «أخال أنه حري بنا كاستقلاليين أن نستمع إلى كلا الطرفين ونناقشهما، ثم نختار الاختيار الحسن من أجل مصلحة الحزب. وللإشارة، لم يسبق لشباط أن دعاني إلى أي اجتماع، كما لم يسبق لي أن حضرت أي اجتماع دعاني إليه. وعلى كل حال، ليس من حق أي كان أن يصادر حريتي واختياري لأن ذلك منتهى الديكتاتورية والاستبداد ومصادرة الحرية».
إلى ذلك، أعلن عبد الواحد الفاسي، عضو اللجنة التنفيذية، أن ترشحه للأمانة العامة جاء بناء على طلب ورغبة مجموعة من المناضلين الاستقلاليين، مشيرا إلى أن الترشح للأمانة العامة لم يكن مدرجا في أجندته، وإنما اقتضته مصلحة الحزب والظروف التي يمر منها. وأكد الفاسي خلال كلمته أن ترشحه يبغي الاستجابة لطموحات جميع الاستقلاليين من أجل التغيير والحفاظ على المكتسبات التي حققها الحزب، مشيرا إلى أنه لا يقود ثورة ضد ثوابت الحزب المتمثلة في الملكية والوحدة الترابية والإسلام.
من جهته، قال رشيد أفيلال، عضو اللجنة التنفيذية، إن الحل الذي يمكن أن يسهم في تقدم وتقوية الحزب يكمن في الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، معتبرا أن جمع شمل الاستقلاليين واجب على كل من شباط والفاسي.