لو قدر لأي رجل معجمي أن يصيغ معجما مغربيا لأدرََج فيه فقرة تحت عنوان "كيرانيات"، نسبة إلى المعجم المستعمل من طرف بنكيران والذي لا يخلو من ضحك على المغاربة وليس رمضان ولكن حريرة بنكيران. فليس لدى المغاربة مشكل مع الحريرة ولن يطلبها أحد من الحكومة، فالحريرة تكلفت بها مؤسسات أخرى طرفة كما يعتقد البعض. يحاول بنكيران من خلال هذا المعجم استدرار تعاطف المغاربة، الذين لا يرى فيهم زعيم الحزب الحاكم إلا كتلة يحركها كلما هل هلال الانتخابات، وبفضل هذا المعجم استطاع بنكيران حصد أصوات مهمة في الانتخابات التشريعية بوأته المكانة الأولى، وبفضل هذا المعجم واعتمادا عليه يريد أن يضمن الخلود في الحكومة. شاهدناه في البرلمان يتحدث عن الذي يركب السيارة الفارهة وعن المغاربة الذين لا يجدون ثمن الحريرة. وهذا تلبيس جديد من أجل التورية على فشل الحكومة، فمشكل المغاربة ليس حريرة تشتغل في المجال الخيري مثل مؤسسة محمد الخامس للتضامن، كما أن عشرات المحسنين يوزعون يوميا مئات وجبات الفطور بل إن العرض يفوق الطلب في هذا المجال، وما على بنكيران سوى أن يدخر دموعه ليوم لابد أن يبكي فيه كما ضحك على المغاربة. ويعتبر بنكيران أن استعمال هذا النوع من المعجم هو شطارة سياسية، فلأول مرة في تاريخ المغرب يقف المواطنون أمام رئيس حكومة شعبوي لكن دون خبرة ودون برنامج، وبالتالي فهو يغطي على فشله بالخرجات المريبة. قال بنكيران، إن هناك من لا يجد ثمن الحريرة ووعد الناس خيرا قبل 2015. وقال بنيكران قبل ذلك إنه سيمنح "الهجالات" مبلغا ماليا شهريا يكفيهم العوز، وقال "حشومة تكون مرا ما عندهاش باش تفطر". وقال بنكيران إنه سيلغي صندوق المقاصة وسيتوجه مباشرة إلى الفقراء "دوك الناس اللي معندهم ما ياكلوا وتيقولوا آ السي بنكيران راه حنا معولين عليك". ويضيف بنكيران إلى هذه الأقوال والتصريحات حركات بتقاسيم وجهه يحاول من خلالها التأكيد على أنه صادق في مشاعره وفي تأثره وفيما يقول. لكن السؤال المحير هو إلى متى سيبقى بنكيران يعتمد نفس الأسلوب في إطلاق الوعود دون تنفيذ؟ فقد وعد الناس بمبالغ مالية شهرية، يعني للفقراء، وذلك منذ أن أعلن الزيادة في ثمن المحروقات، لكنه لم يفعل ولم تبدأ بعد إجراءات إحصاء الفقراء المستهدفين من هذه العملية، فما ينتظر بنكيران؟ هو الآن رئيس الحكومة وتحت إمرته وزارات وإدارات، فلينفذ مخططه إن كان يتوفر على مخطط. وليعلم بنكيران أن فقراء المغرب ليسوا في حاجة إلى حريرة الإفطار لكن في حاجة إلى أن يفك بنكيران حريرته هو نفسه وحريرة حكومته التي لم تضع بعد القطار على السكة. فالمغاربة ليسوا في حاجة إلى حريرة ولكن في حاجة مشاريع إنمائية وفي حاجة إلى حركية إنتاج قوية للثروة. المغاربة في حاجة إلى شغل يضمن عيشهم بكرامة لان العمل الاجتماعي له مؤسساته وله رجالاته . وكل ذلك لن يفيد فيه معجم بنكيران.