لم يسلم بنكيران من ترمضينة سياسية قادته إلى أن يقول إن في المغرب من لا يجد ثمن زلافة حريرة. وكانت رمضنته السياسية في جوابه عن أسئلة المستشارين في الغرفة الثانية، طريقته في وصف الحالة المغربية. نتفق مع بنكيران أن الجوع، خارج الصوم إيمانا واحتسابا في هذا الشهر المبارك، موجود في المغرب. لم يقتل الجوع أحدا بعد.. لكنه موجود، والأهم هو بنكيران. فقط هناك سؤال لا يمكن تجاوزه: لماذا قال بنكيران، في ذات الحديث أول أمس أمام الغرفة الثانية إن بلادنا بخير، وأننا لم نصل إلى ما وصلته إسبانيا، وأن الوضعية ليست كارثية؟ هل بلاد لا يجد فيها مغاربة، ولو كانوا قلة قليلة، ثمن حريرة في شهر كله حريرة، يمكن أن تقول بأنها بخير؟ لا نريد جوابا، لأن الأمر، بالفعل، «حريرة» في الخطاب، وفي الدفاع والرد على ما يعرفه المغرب. لنسلم بأن البلاد ليست في الوضعية التي قالها وزير«ه» في المالية البركة، وأننا لسنا على شفا الهاوية، ولا نسير، كما سبق لوزير«ه» في التعليم العالي لحسن الداودي أن صرح بذلك «نحو الهاوية»، فكيف لنا أن نجزم بأن البلاد التي هي على وضع سليم، لا يجد فيها الناس ثمن الحريرة؟ أو لنسلم بالعكس، ونتساءل: كيف لبلاد لا يجد فيها الناس الحريرة، أن تكون بلادا سليمة وليست على الوضع الكارثي الذي يقوله الوزراء قبل المعارضة؟ وأننا، بلغة أهل الفلسفة، أمام وضعية «الثالث المرفوع»، وضعية ما بين الوجود واللاوجود، وضعية لا نجد وصفا لها أحسن من الذي يقوله المغاربة، فعلا هو «حريرة»! حريرة بنكيران، هي أيضا حريرة «وزرائه». فهو قال، في التوجه إلى وزير المالية، البيجي دي، وليس بركة «سمحوا لي نتكلم مع الوزير ديالي وحتى واحد ما شغلو في نتكلم مع الوزير ديالي»، ثم توجه إليه ليقول له«ياك النتا الوزير ديالي اسيدي». طيب هو الوزير ديالك، وبما أن المالية ديالو، فهو، بلغة الرياضيات ديالك والمالية ديالك.. وليس مالية البركة. يبقى أن القول، لماذا كان بنكيران يرد، أنني «مجرد رئيس حكومة». «ومجرد» هل تعني نفي قول إن «الوزراء ديالي».؟ هي حريرة دستورية أخرى لا داعي لنكأ الجراح فيها من جديد. الحريرة الأخرى هي أن الوزراء «ديالو»، لم يجدوا في عينه ما يشفع لهم. مثال ذلك الداودي، الذي غاب عن اللقاء، وغاب، بالفعل، في القرار الخاص الذي أعلنه حول المجانية: بنكيران قال. داك الشي ديال التعليم ما شي شغل الوزراء، بل شغل الحكومة. هادي كاينة، ولكن لماذا يتم اكتشاف ذلك من بعد أن تخرج الرصاصة من الفم، لا قبل ذلك. وهي حريرة تذكرنا بحريرة دفاتر التحملات، والتي تم فيها، أيضا، نفس القول أو أكثر.. القضية فعلا « حريرة يابسة»، كما يقول المغاربة بدعابتهم الجميلة في مثل الحالة التي تكون الأمور تحمل المسألة والنقيض، أو عندما يريدون التفلسف بدون الحديث عن «الثالث المرفوع»..!!